هناك تجار للدم وهناك تجار للحرب وهناك تجار
للمخدرات وهناك إبراهيم العرجاني.
الحاج إبراهيم كما يحلو لأنصاره وأتباعه أن
يلقبوه، رجل سيناوي من قبيلة الترابين واحدة من أكبر وأقوى قبائل شمال سيناء، حاول
التدخل عام 2008 للتهدئة بين قبيلة الترابين ووزارة الداخلية إلا أن شقيقه قتل
وقتها في ظروف غامضة.
تحدى العرجاني وزارة الداخلية واحتجز عددا
من أفراد الشرطة، الأمر الذي فتح عليه أبواب جهنم في عهد الرئيس
المصري المخلوع
الراحل حسني مبارك، فاعتقلته السلطات المصرية وحبس لعدة سنوات وأصيب بجلطة داخل
محبسه حتى تم الإفراج عنه بعد ثورة يناير 2011.
خرج العرجاني من السجن ليبدأ مسيرة جديدة في
حياته، أصبح حينها متعاونا مع المجلس العسكري وقيادات الجيش، بدأ في لم شمل قبائل
سيناء وشكل منهم مجموعات كبيرة من المتعاونين مع الجيش لمواجهة الجماعات المسلحة
بعد انقلاب السيسي يوليو 2013.
جمع العرجاني جميع قبائل سيناء تحت لوائه في
مظلة ظاهرها قبلي وباطنها استخباراتي، فأعلن عن تأسيس اتحاد قبائل سيناء وهي
مجموعة ميليشيات مسلحة تشبه إلى حد كبير ميليشيات الدعم السريع في السودان بقيادة
حمدان حميدتي.
يرتبط العرجاني بعلاقة صداقة قوية مع محمود
السيسي ضابط المخابرات العامة المصري ونجل رئيس الجمهورية، ما فتح له أبواب
البيزنس مع الجيش بشكل مباشر ودون رقابة أو مضايقة من أحد.
ساعده ابن السيسي في إنشاء مجموعة العرجاني
جروب وهي واحدة من أباطرة البيزنس في مصر في السنوات القليلة الماضية، ارتبطت
العرجاني جروب بشراكات ممتدة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية
للقوات المسلحة المصرية في عدة مشروعات كما أصبح العرجاني هو الراعي الرسمي للنادي
الأهلي في وقت من الأوقات.
ولكن البيزنس الأكبر وذروة التعاون بين
العرجاني وابن السيسي كان في مسقط رأس الحاج إبراهيم، هناك في شمال سيناء.
على طريقة جمال مبارك وأحمد عز، صنع ابن السيسي وحشا جديدا اسمه إبراهيم العرجاني، منحوه السلاح والعتاد، أغدقوا عليه الأموال، أعطوه مفاتيح معبر رفح يتحكم فيه كيف يشاء دون مراعاة لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من القصف والتهجير والمجاعة القاتلة.
بعد وصول السيسي إلى السلطة، تولى الجنرال
مسؤولية إزالة مدينتي رفح المصرية والشيخ زويد من الخارطة، فدمر المدينتين بالكامل
وهجر الأهالي وأقام منطقة عازلة بين مصر وقطاع
غزة على عمق خمسة كيلو مترات في
سيناء وأكمل مهمته بإغراق كامل للأنفاق التي تربط بين رفح المصرية ونظيرتها
الفلسطينية على طول الحدود المصرية مع القطاع بما فيها من أنفاق تجارية وللأفراد
أيضا.
أحكم السيسي قبضته على الحدود وأغلق
معبر
رفح لسنوات وسنوات لا يخرج أو يدخل منه أحد إلا بإذن أو تنسيق عن طريق شركة واحدة
يعرفها الفلسطينيون باسم شركة هلا.
شركة هلا للسياحة هي إحدى شركات العرجاني
جروب وهي شركة غير مسجلة في دليل شركات السياحة التابع لوزارة السياحة المصرية،
على صفحتها على الفيس بوك يظهر عنوان الشركة في مدينة نصر، وعلى النقيض في دليل
شركات السياحة المصرية تظهر شركة أخرى باسم هلا للسياحة برقم تسجيل 1233 ولكن
عنوانها في الزمالك ما يعني أن شركة العرجاني التي أنشئت عام 2019 خاضعة بشكل
مباشر للمخابرات العامة المصرية ولا تملك أي جهة أخرى في الدولة أن تراقب عملها.
شركة أخرى من شركات العرجاني جروب تدير
بيزنس المعبر وهي شركة أبناء سيناء بفرعيها أبناء سيناء للتشييد والمقاولات
والأخرى للخدمات اللوجستية.
لا تستغرب إن أخبرتك أن شركة أبناء سيناء هي
من تولت ولا زالت مهمة تطوير معبر رفح المصري بأكمله، كما استأجرت قاعة كاملة داخل
المعبر وتعتبر مسؤولة بشكل كامل عن كافة الخدمات اللوجستية داخل المعبر ولكن
المشكلة الأكبر أن شركة العرجاني هي المسؤولة أيضا عن إدخال المساعدات العربية
والدولية من مصر إلى قطاع غزة.
ادفع للعرجاني يمنحك تذكرة خروج من غزة عبر
شركة هلا، وادفع للعرجاني أيضا يمنحك تذكرة دخول بشاحنة المساعدات إلى قطاع غزة.
على طريقة جمال مبارك وأحمد عز، صنع ابن
السيسي وحشا جديدا اسمه إبراهيم العرجاني، منحوه السلاح والعتاد، أغدقوا عليه
الأموال، أعطوه مفاتيح معبر رفح يتحكم فيه كيف يشاء دون مراعاة لمعاناة الشعب
الفلسطيني الذي يعاني من القصف والتهجير والمجاعة القاتلة.
إبراهيم العرجاني سمسار المعبر وصديق ابن
السيسي لن يتوقف عند هذه المرحلة وحسب بل ينتظره دور كبير وسبوبة أخرى في اليوم
التالي لإنهاء الحرب تحت شعار العرجاني يساهم في إعمار غزة.