دافعت أبوظبي عن علاقاتها بالاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنها مفيدة من أجل الفلسطينيين في
غزة، وسط حرب كبيرة يشنها جيش
الاحتلال خلفت عشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين على مدار أكثر من أربعة أشهر.
ودافعت المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، الاثنين، عن قرار بلادها الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، معربةً في الوقت نفسه عن قلق متزايد لدى الدولة الخليجية حيال الحرب الدائرة في غزة.
ومع تصاعد الغضب في العالم العربي حيال النزاع الدامي، تبذل
الإمارات جهداً للتعبير عن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة.
وخلال كلمة في القمة العالمية للحكومات، وهي تجمع سنوي لقادة دول ورجال أعمال في دبي، أشادت المندوبة الإماراتية الدائمة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة بـ"التعاون" بين الإمارات وإسرائيل.
وقالت نسيبة "بسبب هذا التعاون... لدينا مستشفى ميداني في غزة ولدينا مستشفى بحري يرسو في ميناء العريش" في مصر.
وأضافت أن "هذا لا يكفي بالنسبة لسكان غزة. ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق نار إنساني وحل الدولتين. هل سنحقق ذلك من خلال التحدث إلى الأشخاص الذين يتفقون معنا؟ لا. سنحصل على ذلك من خلال التحدث إلى الأشخاص الذين يختلفون معنا وستظل الإمارات العربية المتحدة فخورة دائماً بفعل ذلك".
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على المستوطنات في جنوب الأراضي المحتلة بالقرب من قطاع غزة المحاصر.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
والأسبوع الماضي، كانت الإمارات من بين دول خليجية عدة حذّرت إسرائيل من شن عملية عسكرية في رفح بأقصى جنوب قطاع غزة المحاصر، المنطقة التي نزح إليها نحو 1,3 مليون شخص.
وقالت نسيبة الاثنين بعدما قصفت القوات الإسرائيلية رفح خلال الليل، إن "الإمارات العربية المتحدة تشعر بقلق بالغ في هذه المرحلة".
وأضافت أن "أي عملية عسكرية في رفح ستكون لها عواقب غير مقبولة".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هاجمت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، المقاومة الفلسطينية، واصفة هجماتها ضد المستوطنات ومواقع جيش الاحتلال بـ"البربرية والشنيعة"، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة.
وهذا الموقف الذي تتبناه الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة يتسق بشكل كبير مع الخطاب الإسرائيلي، الذي تناول مرارا هذا الوصف لوصم المقاومة، ضمن محاولات تجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
على صعيد متصل، طالبت الهاشمي في كلمتها التي ألقتها نيابة عن الإمارات، باعتماد قرار لوقف إطلاق نار فوري في غزة، مؤكدة ضرورة العمل على التوصل لحل دائم وشامل للنزاع بين فلسطين و"إسرائيل".
وقالت إن "مجلس الأمن تأخر وقت حرب 1967 في اعتماد قرار لوقف الحرب، ما ساهم في انطلاق أطول احتلال عسكري مستمر إلى يومنا هذا، ولا يجب أن نكرر ذلك".
وأضافت: "أكدنا منذ بداية الأزمة أن إسرائيل مطالبة بعدم استهداف المدنيين"، معتبرة أن الإنسانية تواجه اختبارا مفصليا.