نشرت صحيفة ''لاكروا'' الفرنسية
تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد العنف في
جنوب لبنان نتيجة ضربات
الاحتلال الإسرائيلي، وما يثير مخاوف من تصاعد الصراع بين
حزب الله والاحتلال.
وتحدثت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن "المجزرة" في صباح الخميس 15 شباط/فبراير، حيث قالت إن المسؤولين اللبنانيين أدانوا بعدها الغارات الإسرائيلية المتعددة التي استهدفت في اليوم السابق عدة قرى في الشريط الحدودي، ثم في المساء بلدة النبطية التي تبعد نحو عشرين كيلومترًا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وبينت الصحيفة، أن "هذه تعد أثقل حصيلة للقتلى المدنيين خلال أربعة أشهر من العنف؛ حيث قُتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين وجرح العديد من المدنيين يوم الأربعاء وحده، من بينهم سبعة أفراد من عائلة واحدة أهلكتهم غارة بطائرة بدون طيار على شقتهم بينما كانوا يتناولون العشاء. وأثارت صور الضحايا، الذين كان من بينهم العديد من الأطفال الصغار ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي".
الأهداف المرتبطة بقوات ''الرضوان"
وبحسب الصحيفة، فقد استهدفت هذه الغارة على الأرجح مسؤولًا في حزب الله بحسب ما أعلنه "تساهل" في وحدة الرضوان النخبوية التي كانت قد نجت من غارة أولية استهدفت سيارته في النبطية في 8 فبراير/ شباط.
وتابعت: "قد قُتل مساء الأربعاء مع عنصرين آخرين من حزب الله. وبعد الظهر؛ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق باللغة العربية إن الضربات كانت تستهدف أهدافًا مرتبطة بقوة الرضوان التابعة لحزب الله ومباني عسكرية وغرف تحكم وبنى تحتية إرهابية في عدة مناطق".
وقد نُفذت الغارات الإسرائيلية على هذه القرى، التي تقع في دائرة نصف قطرها من 10 إلى 25 كيلومترًا من الحدود، ردا على وابل من الصواريخ التي أطلقت من لبنان صباح الأربعاء على قاعدة صفد العسكرية، على بعد نحو 40 كيلومترًا شمال الأراضي المحتلة، ما أسفر عن مقتل جندي.
وبينما تركزت الأنظار على الفور على حزب الله القوي، إلا أنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم. وهو أسلوب يهدف إلى "إبقاء العدو في الظلام"، وفقًا للجنرال اللبناني المتقاعد أمين حطيط.
ووفقا للصحفية اللبنانية سكارليت حداد، فإنه يمكن تفسير عنف الغارات الإسرائيلية بأن "قاعدة صفد موقع عسكري محمي بالقبة الحديدية"، والتي لم تتمكن من احتواء وابل الصواريخ، وهذا يدل أيضًا على أن حزب الله استخدم أسلحة جديدة أكثر دقة وأطول مدى.
وعلى الرغم من أن الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحت حدثا يوميا منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلا أن هذه الهجمة الأخيرة تدعو للقلق.
ويقول الجنرال حطيط: "إن حزب الله سيرد بطريقة مضبوطة، لكن هذه الضربات تشهد على رغبة بنيامين نتنياهو في توسيع المواجهة في لبنان والمنطقة"، ويضيف الجنرال حطيط أن "العملية ضد قاعدة صفد كانت مؤلمة جدًا لإسرائيل".
بدوره، يقول المحلل السياسي خلدون الشريف: "للإسرائيليين مصلحة في حرب ضد لبنان، لكن التوقيت ليس في صالحهم في الوقت الراهن"، وهذا يشير إلى أن حزب الله يواجه معادلة معقدة في ما يتعلق بالرد على هذا الوضع.
وضع "خطير ولكن لا رجعة فيه"
ووصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، مساء الأربعاء، الوضع في لبنان بـ"الخطير"، بينما دعت واشنطن إلى "الوسائل الدبلوماسية" لتخفيف حدة التوتر. ووصف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه، الذي كان في بيروت قبل أسبوع، الوضع في لبنان بأنه "خطير ولكن لا رجعة فيه".
وقالت الصحيفة في الأخير أنه في يوم الثلاثاء، انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشدة الاقتراحات بما في ذلك الفرنسية التي تهدف برأيه إلى ضمان أمن الإسرائيليين دون الاستجابة لمطالب لبنان. وقال إنه مستعد لتوسيع المواجهة إذا استمرت إسرائيل في
التصعيد.