نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" تقريرا للصحفيين ستيف هندريكس وشيرا روبين، قالا فيه؛ إن عميحاي أوستر كان في سولت ليك سيتي عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي غضون أيام، كان الشاب البالغ من العمر 24 عاما على متن طائرة، بين آلاف الأمريكيين والأمريكيين-الإسرائيليين، الذين سارعوا للانضمام إلى القتال في
غزة، وبعد ثلاثة أشهر قُتل.
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن أوستر قُتل عندما ضرب انفجار وحدته القتالية في شمال غزة في يوم رأس السنة الجديدة، وهو واحد من 23 مواطنا أمريكيا على الأقل قُتلوا في الأشهر الأخيرة، في أثناء خدمتهم في الجيش أو الشرطة الإسرائيلية، وفقا للسفارة الأمريكية في القدس. وعلى الرغم من أن المواطنين الأمريكيين يشكلون أقل من 2% من سكان إسرائيل، إلا أنهم يمثلون ما يقرب من 10% من قتلى الحرب في البلاد منذ بدء الغزو البري في غزة.
ونقل التقرير عن هوارد أوستر، والد عميحاي، الذي نقل عائلته من كليفلاند إلى إسرائيل في عام 2000، قوله: "لم أخدم في الجيش. لكن أبنائي فعلوا ذلك. نشعر بالحاجة إلى أن يكون لدينا جيش جيد، وشعر أطفالي بقوة بأنهم جزء من ذلك".
وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" مع "ثلاث عائلات من المواطنين الأمريكيين قُتل أبناؤهم في أثناء القتال من أجل إسرائيل. لقد كانوا متحدين في التزامهم القوي تجاه الدولة اليهودية، بعد أن وجدوا في البلد الذي تبنتهم هوية تتجاوز إلى حد كبير جواز سفرهم الأمريكي".
ويقول الخبراء؛ إن المهاجرين الأمريكيين منتشرون بين المجتمعات الدينية والقومية والصهيونية في إسرائيل والضفة الغربية. وتميل العائلات إلى أن تكون كبيرة، وغالبا ما تضم عدة أفراد يخدمون في الجيش أو كجنود احتياطيين، حسب التقرير.
ونقل التقرير عن سارة هيرشهورن، أستاذة التاريخ الزائرة في جامعة حيفا، قولها: "ليس من المستغرب أن نرى الأمريكيين ممثلين بشكل غير متناسب. العديد من اليهود الأمريكيين الذين هاجروا إلى إسرائيل مثاليون للغاية".
وأضافت أن "عشرات الآلاف جاؤوا في العقود الأخيرة، تشجعهم التطلعات الصهيونية أو اليهودية التي لم يتمكنوا من تحقيقها في الولايات المتحدة. لقد نما التزامهم تجاه إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل عميق".
ولفت التقرير إلى أن نفتالي يونا غوردون، ولد في كوينز وعمل كل عام في معسكر صيفي صهيوني في بنسلفانيا بالولايات المتحدة.
وقالت زوجة غوردون، بيسي غوردون، التي نشأت والدتها في نيويورك: "كوننا أمريكيين، هو جزء من هويتنا. لكنه كان مرتبطا جدا جدا بإسرائيل. لقد بذل حياته من أجل ذلك".
وذكر التقرير أن غوردون (32 عاما) كان يعمل أخصائيا في العلاج الطبيعي، ويربي ابنتين في القدس عندما عاد إلى وحدته المدرعة السابقة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وأصيبت دبابته بصاروخ في 7 كانون الأول/ ديسمبر.
كما لفت التقرير إلى أن أوستر "انتقل إلى إسرائيل مع والديه وأخواته الأكبر سنا، عندما كان عمره سنة واحدة. استقرت الأسرة مع أقارب آخرين في مستوطنة بالضفة الغربية".
وقال هوارد، وهو طبيب: "لقد جئنا من أجل الصهيونية. بعد 2000 عام من التوق إلى دولة، شعرنا أنه يجب علينا أن نكون جزءا منها"، حسب ما نقل التقرير عنه.
وذكر التقرير أنه "في الخريف الماضي، أنهى أوستر خدمته العسكرية – الإلزامية لمعظم الإسرائيليين باستثناء المواطنين اليهود المتشددين والفلسطينيين – وكان يقوم برحلة طويلة عبر الولايات المتحدة، يزور عائلته والمتنزهات الوطنية، وينام أحيانا في سيارة كراون فيكتوريا. في بوكا راتون، فلوريدا".
"استغرق الأمر منه أسبوعا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر للعودة إلى إسرائيل. فقط عندما ألقت والدته، مارسي أوستر، وهي صحفية، نظرة خاطفة على وجهه على شبكة "سي إن إن"، بين الإسرائيليين الذين كانوا يستقلون رحلة طارئة من لوس أنجلوس، كانوا متأكدين من أنه في طريقه، مصمما على أخذ مكانه على الخطوط الأمامية"، وفقا للتقرير.
وتابع معدو التقرير: "في 1 كانون الثاني/ يناير، كان هوارد يعمل في مستشفاه في تل أبيب، حيث كان يسمع في كثير من الأحيان وصول طائرات الهليكوبتر محملة بالجنود الجرحى، لكنه لم يسمع شيئا في ذلك اليوم. ثم تم استدعاؤه إلى أحد المكاتب، وكان جنديان ينتظران تسليم الأخبار. التقى جنود آخرون بمارسي في الوقت نفسه. انضمت العائلة والأصدقاء في أوهايو ويوتا وكاليفورنيا إلى جنازة أميشاي في اليوم التالي عبر Zoom".
وأوضح التقرير أن "21 أمريكيا قُتلوا في وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي داخل غزة، وقُتل آخر على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يتبادل الجنود إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله بشكل شبه يومي. قُتل مواطن أمريكي آخر في القدس، هو الثالث والعشرون، في أثناء خدمته في شرطة الحدود الإسرائيلية".
وأضاف أن "ما لا يقل عن 32 أمريكيا قُتلوا خلال الهجمة الأولية لحماس. وكان ما لا يقل عن 11 آخرين من بين الرهائن الذين تم احتجازهم في ذلك اليوم من المجتمعات في الجنوب، حيث تعيش العديد من العائلات الأمريكية – وبعضهم من نشطاء السلام ذوي الميول اليسارية، الذين جاؤوا إلى إسرائيل قبل عقود بعد أن كانوا جزءا من حركات الحقوق المدنية والحركات المناهضة لحرب فيتنام. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية؛ إن ستة مواطنين أمريكيين ما زالوا محتجزين في غزة".
ونقل عن هيرشهورن، أستاذ التاريخ، قوله؛ إن "الأمريكيين في إسرائيل يعكسون تنوع الأمة نفسها وثقافتها الناشطة، سواء على اليمين الديني أو اليسار العلماني".
وذكر التقرير أن "مئات من الأمريكيين
الفلسطينيين غادروا من غزة في الأسابيع الأولى من الحرب. ولم يتم التأكد من أن أيا من الذين بقوا كانوا من بين أكثر من 29000 شخص قتلوا. ولا تفرق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين الوفيات بين المدنيين والمقاتلين".
وأضاف أن "مراهقين أمريكيين قُتلا مؤخرا في الضفة الغربية، كجزء من موجة من أعمال العنف المرتبطة بالغارات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأردف بالقول: "أينما كانوا يعيشون، أصبح الأمريكيون في المنطقة منغمسين في صراع مستعص، حيث كان الموت المفاجئ ولفترة طويلة جزءا من الحياة".
وذكر التقرير أن "بنيامين أيرلي كان في الرابعة من عمره عندما قام والداه بنقل العائلة من لونغ آيلاند. وقال والده روبرت إيرلي؛ إنه كان يحتفظ بجنسية مزدوجة، لكنه نادرا ما كان يرغب في السفر إلى الولايات المتحدة، أو إلى أي مكان آخر".
ولفت إلى أن "أيرلي كان في إجازة من وحدته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أمضى عطلة عيد العرش اليهودية في مزرعة بالضفة الغربية حيث كان يتطوع بانتظام. بحلول المساء، كان قد انضم مرة أخرى إلى وحدته".
ووفقا للمقال، فإن وحدة أيرلي كانت من بين أولى وحدات جيش
الاحتلال التي اجتاحت غزة بعد بدء الهجوم البري في 27 تشرين الأول/ أكتوبر. "وبعد ثلاثة أسابيع، كان واحدا من ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا في معركة بالأسلحة النارية في الشمال. ودُفن في جبل هرتزل في اليوم التالي. ومن بين الذين جاؤوا للجلوس في العزاء، العشرات من الأصدقاء والأقارب من تكساس وفلوريدا ونيويورك ونيوجيرسي".