أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن خبراء
يحذرون من اختراق
الكارثة البيئية لحدود قطاع
غزة، موضحة أن هذه الكارثة الناتجة
عن الحرب المستمرة على القطاع، قد "تنتقل إلى إسرائيل".
وأشارت الصحيفة في مقال لمراسلها نير حسون، إلى أن
"هناك عشرات أطنان الأنقاض، وملوثات التربة، والهواء والمياه والبنى التحتية
المدمرة للمجاري، والأضرار الكبيرة بالأراضي الزراعية".
وأضافت أنه "في الفترة الأخيرة، يحاول خبراء
فهم التأثيرات البيئية للحرب في غزة، ويحذرون من أن
البيئة لا تعترف بالحدود مع
القطاع، وأن الملوثات ستنتقل إلى إسرائيل".
وتابعت: "من غير السهل حساب كمية ركام
المباني الذي سيبقى في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب (..)، كل متر مربع لشقة مدمرة
يعني تقريبا 1.5 طن ركام"، لافتة إلى أنه تم تدمير وإضابة أو تضرر بشكل كبير
وشامل على الأقل 50 بالمئة من منازل القطاع، ما يعني وجود على الأقل 25 مليون طن
من الركام.
ولفتت إلى أن هذا دون حساب ملايين الأطنان
الأخرى من المخلفات التي بقيت بسبب تدمير الشوارع والبنى التحتية والمباني العامة،
مبينة أنه "من أجل المقارنة، فإنه في كل إسرائيل يتم إنتاج 7 ملايين طن من
مخلفات البناء سنويا".
وذكرت الصحيفة نقلا عن خبراء، أن "مشكلة
مخلفات البناء هي إحدى المشكلات البيئية الكبيرة التي تسببت بها الحرب في غزة، لكن
من غير المؤكد أنها الأكبر من بينها، ففي الفترة الأخيرة يحاول الخبراء فهم
التأثير البيئي للحرب في غزة، وهل سيكون بالإمكان ترميم الحياة والطبيعة في القطاع".
وشددت على أن معطيات كثيرة حتى الآن غير واضحة،
ولكن من الآن كثيرون يتفقون على أن الحرب تسببت بكارثة بيئية ومناخية غير مسبوقة
في هذه المنطقة للقطاع وسكانه.
ونوهت إلى أن عددا من المشكلات البيئية الرئيسية
التي تسببت بها الحرب، الدمار الكبير للمباني، الذي أدى إلى مشاكل صعبة بسبب
مخلفات البناء والتلوث الأرضي والجوي والبحري، إلى جانب المس بالبنى التحتية لشبكة
الكهرباء والمياه والمجاري.
وأوضحت أن تدفق مياه المجاري إلى المياه الجوفية
بسبب تدمير البنى التحتية للمجاري، رفع خطر زيادة ملوحة المياه الجوفية، وتلوث الأرض
بالمعادن والمواد الكيميائية والمواد المتفجرة، إضافة إلى الأضرار الشديدة
بالأراضي الزراعية الواسعة، بسبب القصف الجوي أو شق الطرق للدبابات والآليات
العسكرية.