حمّلت لجنة تحقيق إسرائيلية، رئيس حكومة
الاحتلال المسؤولية الشخصية، عن حادثة التدافع التي وقعت خلال حفل ديني للمستوطنين المتطرفين، في
جبل الجرمق، عام 2021، وأدت إلى مقتل العشرات.
وأشار تقرير لجنة التحقيق إلى أنه توصل إلى مسؤولية نتنياهو شخصيا "عن المأساة"، لأنه كان يعلم، أو كان ينبغي أن يعلم، أن الموقع تمت صيانته بشكل سيئ لسنوات ويمكن أن يشكل خطرا على حياة المشاركين.
ووقع الحادث حين انهار مدرج في المشاركين بمناسبة عيد "لاغ بعومر" اليهودي، في جبل الجرمق، وقتل فيه 45 مستوطنا من الحريديم.
وقال التحقيق إن نتنياهو لم يتصرف كرئيس وزراء كما هو متوقع لتصحيح الوضع، بحسب التقرير.
كذلك أوصت لجنة
التحقيق بألا يعين رئيس الكنيست الحالي، أمير أوحانا، وزيرا للأمن الداخلي في
المستقبل، وقد كان يتولى هذا المنصب أثناء وقوع حادثة جبل الجرمق.
وأوصت لجنة التحقيق
بإقالة المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، لكنها أبقت موعد الإقالة لقرار الحكومة
بسبب الحرب على غزة.
وجاء في تقرير اللجنة
أن "شبتاي صادق على خطة عملية الشرطة لتنظيم الاحتفال الديني التي وضعها لواء
الشرطة في الشمال، وذلك بالرغم من علمه أن منطقة الاحتفال والمناطق التي تستخدم
لإشعال المواقد، لا يمكنها أن تحتوي بشكل آمن أعداد الزوار المتوقع للمكان أثناء
الاحتفال، ومن خلال تجاهل المخاطر التي ترافق ذلك".
وأضافت لجنة التحقيق
أنه "حتى عندما تعالت إمكانية تقييد عدد الزوار بسبب وباء كورونا، فإن شبتاي
رفض ذلك واتخذ موقفا حازما، وبموجبه قرر أن تقييد عدد الزوار أخطر من إجراء الاحتفال
بدون تقييد، واتخذ هذا الموقف من دون دراسة منتظمة وتستند إلى الواقع، ومن دون
البحث في بدائل وطرق لفرض قيود على عدد المشاركين في الاحتفال".
وتابعت اللجنة بأن
"شبتاي صادق على خطة العملية رغم أنه لم يوفر ردا قابلا للتنفيذ لمواجهة كمية
الجمهور والاكتظاظ الخطير الذي كان متوقعا أثناء الاحتفال الديني، ورغم أنها لم
تشمل نظاما ناجعا لإدارة الجمهور أو توزيعه لاعتبارات الأمان".
كذلك أوصت اللجنة بعدم
تعيين وزير الخدمات الدينية في حينه، يعقوب أفيطان، في منصب وزير في المستقبل،
وقالت إن ضلوعه في إدارة موقع الضريح والاستعداد للاحتفال الديني فيه "كان
ضئيلا للغاية وليس كافيا".
وحملت اللجنة مسؤولية شخصية على مجموعة كبيرة من
ضباط الشرطة ومدراء عامين لوزارات.
وفي أول رد فعل على
نتائج التحقيق، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، إن "نتنياهو ليس
مؤهلا. وتعين عليه أن يستقيل بعد يوم من وقوع الكارثة، وهذا ما كان سيفعله أي زعيم
دولة آخر".
وأضاف: "الآن جاء
هذا التقرير وهو يقول كل شيء، ومن خلال احترام لضحايا جبل الجرمق، ومن أجل منع
كارثته المقبلة، عليه أن يذهب إلى بيته، فلو كان نتنياهو مواطنا عاديا، لحوكم على
التسبب في وفيات من خلال الإهمال وذهب إلى السجن".