قدم 4
أطباء عادوا من قطاع
غزة، شهادات مؤلمة، في
الأمم المتحدة، حول ما عاشوه في قطاع غزة، خلال محاولتهم التخفيف عن المصابين من
آثار القصف الذي يقوم به
الاحتلال على مدار الساعة في غزة.
وقال الأطباء الأربعة، إنهم باتوا بحاجة إلى
علاج نفسي، من فظاعة ما شاهدوه في غزة، وبشاعة الإصابات التي تعاملوا معها.
والأطباء هم، نِك ماينارد، جراح من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة،
وهو أستاذ وطبيب يتردد على مستشفيات غزة لإجراء عمليات جراحية تتعلق بالسرطان منذ
15 سنة، والطبيب زاهر سحلول من أصل سوري، ومؤسس مشارك ورئيس جمعية "ميدغلوبال"، والطبيب الفلسطيني ثائر أحمد
من منطقة شيكاغو وينتمي لنفس جمعية زاهر سحلول، وطبيبة الأطفال، أمبر العيان، من
منظمة أطباء بلا حدود والمسؤولة عن برامج المنظمة للأطفال في غزة وهايتي
وأفغانستان.
وقال ماينارد،
إن هناك نية مبيتة لتدمير البنى التحتية الصحية لمنع المستشفيات من أن تقدم أي خدمات
صحية عادية لسكان غزة، ولا يمكن درء كارثة محققة إلا بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف:
"أريد أن أرد على بعض الادعاءات أن ما تقوم به إسرائيل هي عمليات تستهدف
المسلحين وأنها تتجنب استهداف المدنيين، إني أشهد، أنا وزملائي وأي طبيب يعمل في
غزة، أن القصف الذي يحدث في غزة هو قصف عشوائي يؤدي إلى قتل المدنيين بأعداد كبيرة".
وتابع: "يدعون الآن أنهم يستهدفون مسلحي حماس، ومن تجربتي الشخصية هذا الادعاء ليس
له أي مصداقية على الإطلاق".
من
جانبه قال الطبيب زاهر سحلول حول ما شاهده من استهداف المستشفيات مستذكرا خبرته
في مستشفيات سوريا إن الوضع في غزة أسوأ بكثير، حيث لا مكان آمن ولا حتى
المستشفيات.
وأضاف أن السكان المدنيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية، فهم
نازحون أو يتضورون جوعا أو على وشك المجاعة، ولا يحصلون إلا على الحد الأدنى من
الرعاية الطبية، إن هذه الظروف مروعة وغير مستدامة.
وقال
إن 4 في المئة من الشعب في غزة إما استشهد أو جرح ونحو 85 في المئة هجروا من
ديارهم، وأشار إلى أن الانهيار الصحي يؤدي إلى مزيد من الموت، وكذلك المجاعة
وانتشار الأمراض وإذا ما قامت عملية في رفح فإن الضحايا سيكونون بنسب خيالية.
من
جانبه قال الطبيب الفلسطيني ثائر أحمد، إن الاحتلال، منع الأطباء من الحصول على
الأدوية والمعدات الطبية اللازمة للقيام بأساسيات عملهم في غزة، ومنع إدخال حفاظات
الأطفال والمواد المخدرة.
وأوضح أنه بالإضافة إلى استشهاد 400 من الطواقم الطبية على الأقل منذ بداية الحرب، واعتقال
آخرين، فإن التحدي الإضافي هو منع الأطباء من الحصول على الأدوية والمعدات الطبية
اللازمة للقيام بأساسيات عملهم، وأشار إلى منع الاحتلال إدخال حفاظات الأطفال
والمواد المخدرة، مثلا، بحيث يضطر الكثير من الأطباء للقيام بالعمليات بما فيها
بتر الأطراف دون تخدير.
من جانبها قالت طبيبة الأطفال أمبر العيان إن
النظام الصحي انهار في غزة، والخدمات المقدمة قليلة، والعلاجات منعدمة لدرجة أن
الجروح تتعفن، وهناك آلاف القصص تروى عن تلك العائلات التي تتكون من عدد كبير من الأفراد ويتعرضون
للقصف فيموت منهم قسم ويصاب قسم بجراح خطيرة ثم يصاب الباقون بالصدمات النفسية
وحالات الاكتئاب.
وأكدت
أنه لا يوجد مستشفى في العالم، حتى في الدول الغنية، يمكنه التعامل مع هذا الكم من
الإصابات والمرضى، وأشارت إلى استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف
وغيرها، وشددت على أن أولوياتها النساء الحوامل والمرضعات بشكل خاص لما يعنيه ذلك من
أثر على المواليد.
ونفى الأطباء مزاعم الاحتلال، باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، أو
وجود أنفاق أسفلها، وقال الدكتور
نك مانيارد، إنه عمل في غزة نحو 15 سنة وأنه هو وزملاؤه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر
من أكسفورد يعملون بشكل يومي مع زملائهم في غزة، وإن ادعاء إسرائيل أن المستشفيات
تستخدم لأغراض عسكرية أستطيع أن أقول بعد كل سنوات الخدمة في غزة في مستشفى الشفاء
وغيره إنني لم أر على الإطلاق أي دليل على أن هناك أنشطة عسكرية في المستشفيات.
وتابع:
أعرف مستشفى الشفاء شبرا شبرا ولم يتم منع تحركي فيه على الإطلاق، لم أر أبدا خلال
الأسبوعين اللذين قضيتهما هناك أي مظهر من مظاهر النشاط العسكري ولم أر أي أثر
للأنفاق تحت المستشفيات.
وأضاف: وأنا
على اتصال يومي بالأطباء هناك الذين عرفتهم لأكثر من عشر سنوات والذين أكدوا لي أنهم
لم يشاهدوا أي أثر لنشاط عسكري في أي مستشفى، كما أن إسرائيل لم تقدم أي دليل
ملموس وذي مصداقية حول ادعاءاتها.