كشف ضباط في جهاز الخدمة السرية، المكلف
بحماية الرؤساء الأمريكيين، تفاصيل حول عملية الاغتيال الفاشلة للرئيس بيل
كلينتون
في عام 1996، حين كان في زيارة إلى مانيلا.
ولم يعثر على أي دليل
على تحقيق تجريه الحكومة الأمريكية في
محاولة اغتيال كلينتون، والتي أطلق عليها
اسم "زفاف على الجسر"، ولم يحدد ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات قد أجرت
تحقيقات سرية على نحو مستقل.
وقال غريغوري جلود
كبير ضباط مخابرات الخدمة السرية في مانيلا وأحد الضباط السبعة الذين تحدثوا لأول
مرة: "كنت أتساءل دائما لماذا لم يتم إبقائي في مانيلا لمتابعة أي تحقيق؟.. بدلا
من ذلك، نقلوني بالطائرة في اليوم التالي لمغادرة كلينتون".
وقال المتحدث باسم
الخدمة السرية أنتوني غوغليلمي" "وقع حادث لا يزال سريا". ورفض الكشف عن
الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ردا على ذلك، إن وجدت.
وقال مدير وكالة
المخابرات المركزية السابق ليون بانيتا، الذي كان رئيسا لمكتب كلينتون في ذلك
الوقت، إنه لم يكن على علم بالحادث لكن محاولة قتل رئيس يجب التحقيق فيها.
وأضاف: "باعتباري
رئيسا سابقا لمكتب الرئيس، سأكون مهتما جدا بمحاولة معرفة ما إذا كان شخص ما قد
وضع هذه المعلومات جانبا ولم يلفت انتباه من كان ينبغي أن يكونوا على علم بحدوث
شيء كهذا".
وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين
سابقين، من بينهم السفير لدى مانيلا في ذلك الوقت توماس هوبارد، لـ"رويترز" الهجوم
الفاشل، لكنهم قالوا إنهم ليسوا على علم بأي تحقيق أمريكي أو إجراءات متابعة.
وقال جلود إن تقديرات
جهاز مخابراتي أمريكي في وقت لاحق خلصت إلى أن المؤامرة كانت بناء على طلب أسامة
بن لادن ودبرها عناصر من القاعدة وجماعة أبو سياف، وهي جماعة فلبينية تعد على
نطاق واسع ذراعا لتنظيم القاعدة.
وأشار أربعة من ضباط
الخدمة السرية الذين تحدثوا إلى أن رمزي يوسف، العقل المدبر المرتبط بتنظيم
القاعدة للهجوم الأول على مركز التجارة العالمي في 1993 وابن شقيق مهندس هجمات 11
سبتمبر خالد شيخ محمد الذي قام بتدريب عناصر جماعة أبو سياف، كان في مانيلا قبل
أيام من زيارة قام بها كلينتون في 1994.
ويقضي يوسف عقوبة
السجن المؤبد، بأحكام تتجاوز الـ240 عاما في سجن اتحادي شديد الحراسة في كولورادو.
وأشارت مذكرة مكتب
التحقيقات الاتحادي الخاصة بأول استجواب أجراه مع يوسف بعد اعتقاله في 1995، إلى
أنه قام بمسح مواقع في مانيلا ذكرت وسائل الإعلام أن كلينتون سيزورها. وأضافت أن
يوسف "أشار إلى أنه فكر في وضع عبوة ناسفة في مكان ما على مسار الموكب".
وقالت المذكرة إن يوسف
خلص في النهاية إلى وجود مجموعة كبيرة من الإجراءات الأمنية وعدم كفاية الوقت لشن
هجوم.
وقال ثلاثة من ضباط
الخدمة السرية إنهم يعتقدون أن يوسف كان يستعد بدلا من ذلك لهجوم 1996، مشيرين إلى
أن موعد انعقاد القمة كان معروفا في أواخر 1994.
وقال جلود عن يوسف: "كنت أعلم أنه كان بمثابة فريق متقدم"، وعزا ذلك إلى معرفته بتقارير
المخابرات.
وقال برنارد كلاينمان
محامي يوسف إنه على الرغم من أنه "من الممكن" أن يوسف كان في مانيلا عام
1994 لبدء العمل على مؤامرة 1996 الفاشلة ضد كلينتون، فإنه يشك في أنه قام بذلك
بالفعل، إذ إنه وصف موكله بأنه يحب التفاخر "ويصور نفسه على أنه أعظم بكثير مما
قد يكون عليه في الواقع".
وفي ذاكرة الضباط
الثلاثة، لم يكن التهديد الذي شكله تنظيم القاعدة ويوسف سوى أحد المعطيات المزعجة
التي كان يتعين على فريق الأمن المتقدم التابع للخدمة السرية التعامل معها.
واكتشفت الشرطة قنبلة
في مطار مانيلا وأخرى في مركز مؤتمرات القمة بمنطقة سوبيك باي قبل عدة أيام من
وصول كلينتون وزوجته. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من تهديدات ضد الدبلوماسيين
الأمريكيين في مانيلا في اليوم السابق لوصولهما.
وقال جلود إن المهمة
في مانيلا كانت "أسوأ تقدم حققته على الإطلاق في ما يتعلق بالمعلومات عن
التهديد".
وكان سفر كلينتون إلى
مانيلا في ساعة متأخرة من المساء، وأثناء هبوط طائرة الرئاسة، نقل ضابط الخدمة
السرية دانيال لويس معلومات استخباراتية إلى فريق الخدمة السرية في المطار بشأن
"عبوة على جسر" على الطريق الرئيسي المؤدي إلى فندق مانيلا.
وقال لويس ميرليتي،
الذي كان جالسا في مقعده خارج مقصورة كلينتون والذي قاد فريق حماية كلينتون وأصبح
فيما بعد مديرا للخدمة السرية، إنه توصل إلى نفس النتيجة بعد مكالمة هاتفية من
ضابط مخابرات أمريكي لا يعرف اسمه تكشف عن تحذير من ذكر عبارة "حفل زفاف على
الجسر" في اتصالات تم اعتراضها.
وقال إنه تذكر تقريرا
استخباراتيا صدر قبل عدة سنوات، أشار إلى "الزفاف" على أنه "رمز
إرهابي لاغتيال"، وأظهر المسار الذي كان مزمعا للموكب ثلاثة جسور على الطريق
الرئيسي المؤدي إلى فندق كلينتون.
وتذكر أنه قال لجلود
عبر اتصال لاسلكي مؤمن: "هذا كل شيء، نغير المسار". وأكد جلود ما رواه
ميرليتي عن الحدث.
وقال ميرليتي ولويس
وجلود، الذين تقاعدوا من الخدمة السرية في 1998 و2003 و2011 على الترتيب، إنه تم
العثور على القنبلة التي كانت تقصد كلينتون فوق صندوق كهربائي أعلى جسر على الطريق
الأساسي. وتم تعيين جلود في 2017 مدرب إنفاذ قانون قبل مغادرته في أكتوبر 2023.
وأضافا أن القنبلة
كانت تحتوي على قنابل يدوية خارقة للدروع موضوعة على صندوق يحتوي على مادة "تي إن تي" موصلة بهاتف نوكيا مجهز ليكون مفجرا.