رأت وسائل إعلام أمريكية في الهجوم
الإرهابي الذي ضرب موسكو، الجمعة، وأودى بحياة أكثر من 135 شخصا بينهم أطفال، أنه
سيكون له تأثير سلبي على الدعاية التي يقدمها الزعيم الروسي لبلاده، خصوصا أن
الهجوم يأتي بعد أقل من أسبوع من تجديد الروس ثقتهم به رئيسا للبلاد.
شبكة "سي إن إن" الإخبارية
الأمريكية تشير في تقرير لها إلى أنه "لم يكد يمر أسبوع منذ أن حصل الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين على فترة ولايته الرئاسية الخامسة، حتى شهدت
روسيا المذبحة".
وتمضي الشبكة بالقول: "هذا ليس هو
الاستقرار والأمن الذي صوت لصالحه العديد من الروس لصالح بوتين".
ولسنوات، تم تصوير رجل الكرملين القوي كزعيم
قادر على ضمان النظام في هذا البلد الشاسع والمضطرب.
وتزعم "سي إن إن" أن روسيا اليوم
"تبدو أكثر انعداما للأمان وأكثر اضطرابا من أي وقت مضى خلال السنوات الـ24 التي
قضاها بوتين في السلطة".
وتدلل على ذلك بالقول إن "ضربات الطائرات
بدون طيار الأوكرانية والغارات عبر الحدود التي تشنها المليشيات الروسية المتمركزة
في أوكرانيا مستمرة على قدم وساق.. وكانت الانتفاضة المتمردة التي قام بها يفغيني بريغوجين الزعيم الراحل
لمجموعة فاغنر للمرتزقة في العام الماضي بمثابة تحدّ صادم وغير مسبوق لسلطة
الكرملين".
ولكن الآن، ينصب التركيز بقوة على عودة
"الجهاديين" الواضحة إلى الظهور في روسيا، ولا علاقة لهم بالحرب في أوكرانيا
أو المعارضة الداخلية للكرملين، بحسب التقرير.
لتخلص الشبكة إلى القول إن "وقوع هجوم
إرهابي واسع النطاق على أرض الوطن (روسيا) يشكل ضربة قوية لصورته" (بوتين).
من جهتها قالت صحيفة "
واشنطن
بوست" إن "مقاطع الفيديو المروعة لمهاجمين بأسلحة آلية يقتلون ببرود رواد
الحفل الأبرياء ويشعلون النار في أحد أماكن الترفيه الأكثر شعبية في العاصمة الروسية،
حطمت جهود بوتين لتقديم روسيا على أنها قوية وموحدة ومرنة".
ولم تنس الصحيفة كذلك الإشارة إلى أن
الهجوم وقع "بعد خمسة أيام فقط من فوز بوتين بفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات
في انتخابات سيطر عليها الكرملين بشدة وأُدينت على نطاق واسع في الخارج باعتبارها فشلت
في تلبية المعايير الديمقراطية".
ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين أمنيين أمريكيين سابقين
وأعضاء من النخبة الروسية، قولهم إن "الهجوم سلط الضوء على نقاط الضعف في نظام
بوتين في زمن الحرب، والتي كانت واضحة أيضًا عندما قاد يفغيني بريغوجين مرتزقة فاغنر
في تمرد قصير يهدف إلى الإطاحة بالرئيس".
وسلطت الصحيفة الضوء على التحذير
الأمريكي المسبق، وقالت إن "بوتين رفض تحذير الولايات المتحدة
بشأن هجوم إرهابي وشيك محتمل ووصفه بأنه ابتزاز مفتوح ومحاولة لتخويف مجتمعنا وزعزعة
استقراره".
وتتابع: "لكن في ظل قبضته الاستبدادية
على السلطة وعدم رغبة أي شخص تقريبًا في تحديه، فمن غير المرجح أن يواجه الزعيم الروسي
أي انتقادات أو عواقب لفشله في أخذ التحذير على محمل الجد".
وزعمت الصحيفة أن "إراقة الدماء أثارت
أصداء مخيفة لعصر اعتقد بوتين أنه قد انتهى منذ فترة طويلة - خلال أول فترتين له كرئيس
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما تعرضت روسيا لهجمات إرهابية مميتة
استخدمها لاحقًا لتبرير ردود فعل قاسية من قبل الجيش والأجهزة الأمنية، وتعزيز حكمه".