تسوء الحالة النفسية للمستوطنين في الأراضي المحتلة يوما بعد يوم، خصوصا بعد
الحرب التي يشنها
الاحتلال في
غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وكشف
استطلاع حديث للرأي، الخميس، أن معظم
المستوطنين يرون أن صحتهم الجسدية والعقلية
"باتت أسوأ مما كانت عليه" قبل السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
وأجرت شركة
"مكابي" ثاني أكبر منظمة للرعاية الصحية في دولة الاحتلال، استطلاعا على
عينة تمثيلية تضم أكثر من ألف مستوطن تتراوح أعمارهم بين 20-75 عاما من جميع أنحاء
البلاد، في آذار/ مارس الماضي، حسبما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل"
العبري.
وقال الموقع
العبري، إن نتائج الاستطلاع "أظهرت أن معظم المستوطنين ينظرون إلى صحتهم
الجسدية والعقلية على أنها أسوأ الآن مما كانت عليه قبل الحرب".
وأضاف:
"أظهر الاستطلاع الذي أجري قبل الحرب أن 61 بالمئة من الجمهور اعتبروا أن
صحتهم العامة جيدة جدا أو ممتازة، فيما يشير الاستطلاع الجديد إلى أن النسبة
انخفضت إلى 46 بالمئة".
ويقيس الاستطلاع
الحالة الصحية التي أبلغ عنها المستوطنون بعد 6 أشهر من الحرب ويقارنها بالبيانات
التي تم جمعها في وقت سابق من عام 2023.
وتابعت الصحيفة
العبرية: "أظهرت البيانات قبل الحرب أن 8 بالمئة فقط من المشاركين أفادوا بأن
صحتهم العامة كانت معتدلة أو سيئة للغاية، أما الآن فإن 17 بالمئة من الناس يشعرون
بهذه الحالة".
كما أشارت الصحيفة
استنادا إلى النتائج إلى أن "35 بالمئة من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، أفادوا
بتفاقم مرضهم".
وتابعت:
"في الوقت الحالي، 37 بالمئة فقط من المستوطنين يشعرون أن حالتهم النفسية
جيدة جدا أو ممتازة، مقارنة بنسبة 61 بالمئة قبل السابع من تشرين الأول / أكتوبر"، ولفت الاستطلاع إلى أن "ربع المستوطنين طلبوا المساعدة من أخصائي الصحة النفسية".
ووفق نتائج
الاستطلاع فإن "عدد النساء اللاتي يشعرن بتدهور في صحتهن البدنية والعقلية
أكبر من عدد الرجال، في حين أن حالة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما
أسوأ من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا".
من ناحية أخرى، يستعد
قسم التأهيل في وزارة أمن الاحتلال لاستيعاب 20 ألف جريح جديد حتى نهاية العام
الحالي، 40% منهم يعانون صدمات نفسية تشمل الاكتئاب والقلق والكرب ما بعد الصدمة
ومصاعب في الاتصال وحالات نفسية صعبة.
ونقلت وسائل الإعلام
العبرية أن 7209 جرحى جدد انضموا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلى قسم التأهيل فيها، 30%
منهم (2111 جريحاً) يكابدون اليوم حالات نفسية بدرجات متفاوتة، 95% منهم جنود رجال
يخدمون في نطاق جيش الاحتياط وهم دون سن الثلاثين.
يذكر أن جامعة
يافا قد عرضت دراسة في وقت سابق أكدت من خلالها أن 60% من المستوطنين يمرون باضطرابات
وتوتر حاد، بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ووصفته بالمعدل غير المسبوق.
وأوضحت الدراسة
أن المصابين بالتوتر الحاد هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، وأن التوتر الحاد يسبب "الاكتئاب
والكوابيس، ومحاولات الانتحار، وأعراض جسدية أخرى".
وأكدت أن 66% من
الأسر التي لا يشارك فيها الزوجان في نظام الاحتياط، يعانون من مستوى متوسط أو
مرتفع من الاكتئاب، فيما أعلن قسم التأهيل في جيش الاحتلال أنه قرر إطلاق برنامج
لمساعدة جنوده الذين يعانون الاضطرابات النفسية بسبب الحرب.