يواصل المئات من طلبة جامعة "كولومبيا" اعتصامهم المفتوح، للتعبير
عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال،
والمطالبة بسحب الاستثمارات من دولة
الاحتلال، وإيقاف الدعم المادي لها.
وتضامن طلاب جامعتي "هارفارد" و"ييل" مع زملائهم
المعتقلين في
جامعة كولومبيا إثر اعتصامهم الداعم لفلسطين، فيما اعتقلت
الشرطة الأمريكية عشرات الطلاب في جامعة "ييل"، خلال محاولتها فض اعتصام
مندد بالدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على
غزة، كما انضمت جامعتان
جديدتان إلى الحراك الطلابي المناهض للحرب على غزة.
الأزمة احتدمت بعد تصرف رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق، ذات الأصول
المصرية، باستدعاء الشرطة للطلاب ومتهمة إياهم بانتهاك القواعد والسياسات التي
تحظر تنظيم مظاهرات دون ترخيص. واعتقلت وقتها الشرطة 108 طلاب.
التصرف جاء بعد تعرض شفيق لانتقادات من "الجمهوريين" في جلسة
بمجلس النواب حول معاداة السامية بالحرم الجامعي، اتهمتها فيها بمعاداة السامية في
المؤسسة التعليمية والإخفاق بحماية الطلاب اليهود.
وقالت شفيق في بيان لها، إنه "من منطلق القلق الشديد على سلامة حرم
جامعة كولومبيا، أذنت لإدارة شرطة نيويورك بالبدء في إزالة الخيام".
ومن جانبه أعلن "مجلس انتخابات جامعة كولومبيا" الأمريكية، أن
الطلاب صوتوا لصالح سحب الاستثمارات مع دولة الاحتلال، ما يعني أنه ينبغي للجامعة
سحب استثماراتها المالية، وإلغاء "مركز تل أبيب العالمي"، وإنهاء برنامج
الشهادات المزدوجة لكولومبيا مع "جامعة تل أبيب".
وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء، 40.26 بالمئة، حيث صوّت 2013 طالبًا،
وهو ما تجاوز الحد الأدنى لمشاركة الناخبين بنسبة 30 بالمئة الذي يتطلبه دستور
مجلس طلاب كلية كولومبيا.
ورغم الرضوخ لضغوط الحزب الجمهوري ومحاولات رئيس جامعة كولومبيا نعمت شفيق، إرضاءه والتبرؤ من تهمة معادة السامية، إلا أن ذلك لم يشفع لها، حيث طالبت النائبة
الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي، إليز ستيفانيك، باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا،
نعمت مينوش شفيق، لفشلها في وقف الاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة في حرم الجامعة.
وقالت النائبة: "لقد حان الوقت لجامعة كولومبيا أن تقلب صفحة هذا
الفصل المخزي، من خلال استعادة النظام واستقالة شفيق"، ودعمها تسعة نواب
آخرين من حزبها.
ومن جانبه أكد الخبير في الشؤون الأمريكية خالد الترعاني، في تصريحات خاصة لـ " عربي21"، أن ما تشهده
جامعة كولومبيا وانضمام عدد من الجامعات في الولايات المتحدة يعد تحولا كبيرة،
خاصة أن الجامعة تقع في مركز تجمع اليهود الأمريكان، وفيها غالبية من الطلاب اليهود،
والتحول هنا أن تجد الغالبية من الطلاب اليهود يصوتون لصالح سحب استثمارات الجامعة
داخل الكيان الإسرائيلي.
وأشار الترعاني إلى أن تلك الديناميكية الجديدة داخل المجتمع الأمريكي وتحول
الغالبية العظمى من الطلاب سواء اليهود أو المسلمين والعرب وغيرهم إلى دعم الحق الفلسطيني،
تأذن بتغير حقيقي داخل المجتمع الأمريكي خلال السنوات القادمة.
وأضاف الخبير بالشؤون الأمريكية إلى أن دولة الاحتلال لا تستطيع إعادة التاريخ إلى
الخلف، وأن الطلاب الذين اكتشفوا حقيقة الاحتلال الآن لن يستطيع أحد تغيير آرائهم، وبعد
سنوات فإن طلاب هذه الجامعات العريقة سيكون لهم شأن في تغيير السياسة الأمريكية، فالتاريخ
يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك
أوباما تخرج في جامعة كولومبيا.
وتابع بأن دولة الاحتلال خسرت
كثيرًا من مؤيديها داخل المجتمع الأمريكي، وبعد سنوات سيكون هؤلاء الطلبة ما بين
قاض وسياسي رفيع المستوى، ولا يمكن تغيير قناعته بما شهد عليه من وحشية الاحتلال وقتله
للمدنيين في غزة، وكذبه عن حقه المزعوم نحو القضية الفلسطينية.
ومن ناحية أخرى قال الترعاني إن
رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، فشلت في حماية طلابها، وسعت لأن تنجو بنفسها من
العاصفة، ولم تكن لديها الصلابة الكافية لمواجهة المواقف السياسية الأمريكية من دعم
الاحتلال.