اقتحم مئات المستوطنين، الأربعاء، المسجد
الأقصى بحراسة شرطية مشددة، في ثاني أيام عيد الفصح اليهودي الذي يستمر أسبوعا.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس،
إن "عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى الأربعاء بحماية من الشرطة الإسرائيلية
ارتفع إلى 532 مستوطنا".
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت "الأوقاف
الإسلامية" في بيان أن "نحو 256 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى الأربعاء
بحماية من الشرطة الإسرائيلية".
ولفتت إلى أن "الشرطة الإسرائيلية
تقوم بالتضييق على المصلين".
وقال شهود عيان إن عناصر الشرطة
الإسرائيلية انتشروا في ساحات المسجد الأقصى لتأمين حماية المستوطنين الذين يزداد عددهم
تدريجيا أثناء اقتحاماتهم، بحسب وكالة "الأناضول".
وتمت الاقتحامات من خلال باب المغاربة في
الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وفق الشهود.
وتسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة
القديمة في مدينة القدس، وسط دعوات جماعات يمينية إسرائيلية لاقتحامات واسعة للمسجد
الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي.
إغلاق الحرم الإبراهيمي بوجه المسلمين وفتحه للمستوطنين
أغلقت السلطات الإسرائيلية الأربعاء، المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة أمام المصلين المسلمين بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وفتحته أمام المستوطنين ليومين.
وتغلق "إسرائيل" المسجد 10 أيام في كل عام (خلال أعياد مختلفة) أمام المسلمين وتفتحه للمستوطنين في إطار استمرار تقسيمه زمانيا ومكانيا.
وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي معتز أبو سنينة بأن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت الحرم الإبراهيمي الأربعاء والخميس بسبب عيد الفصح".
وقال أبو سنينة إن "السلطات الإسرائيلية فتحت المسجد أمام المستوطنين بكل أقسامه".
ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
الأعياد اليهودية عبء على المسجد الأقصى
من جهته قال مدير أوقاف القدس عزام الخطيب،
الأربعاء، إن الأعياد اليهودية عبء على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة
بشكل عام، مؤكدا أنه يجب على العالم الإسلامي الالتفات إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس
لأنهما في خطر داهم في ظل الضرائب الباهظة ومصادرة الأراضي وإغلاق محال أهالي المدينة.
وأضاف الخطيب أن الدعوات لإدخال قرابين
عيد الفصح اليهودي إلى المسجد الأقصى استفزت المسلمين كافة ولكنها فشلت.
وتواصل "جماعات الهيكل" المزعوم
تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح "قرابين"
الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، حيث دعت إلى اقتحام واسع للمسجد، منتصف الليلة
التي تسبق عيد الفصح اليهودي، في الثالث والعشرين من نيسان/ أبريل، لتقديم "القربان".
وعيد الفصح، عيد رئيسي عند اليهود، ويحتفل
به في ذكرى خروج "بني إسرائيل" من مصر، ويحظر دينيا العمل في اليوم الأول
والأخير منه، ويستمر سبعة أيام.
ورصدت الجمعيات الاستيطانية مكافأة مالية
بقيمة 50 ألف شيكل (قرابة الـ13 ألف دولار أمريكي) لكل مستوطن ينجح باقتحام المسجد وذبح
"قربان" في باحاته.
ووفقا للتعاليم التوراتية التي يروّج لها
هؤلاء المتطرفون، فإن "القربان" يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن يُنثر
دمه عند قبة السلسلة، وهو بمثابة "إحياء معنوي" للهيكل.
وتجري جماعات الهيكل المزعوم منذ العام
2016 محاكاة لـذبح "قربان الفصح"، في أماكن بعيدة عن المسجد الأقصى، تمهيدا
لتنفيذ ذلك داخل المسجد.
في العام 2016، وبعدما تأكدت الجمعيات الاستيطانية
من إتقان "طقوس القربان"، فإن "المحاكاة" نقلت إلى جبل الزيتون شرقي
المسجد الأقصى.
وفي العام 2017، نقلت "جماعات الهيكل"
القربان إلى داخل البلدة القديمة من القدس أمام "كنيس الخراب"، لأول مرة
منذ احتلال المسجد الأقصى.
وفي العام 2018، نفذت محاكاة القربان عند
القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى. وفي العام 2019، قُدّمت في البلدة
القديمة قرب سوق اللحامين المطل على المسجد، فيما قُدمت في العام 2021 في ساحة مركز
"ديفيدسون" داخل باب المغاربة في سور المدينة المقدسة.
وفي العام 2022، نفذت الجماعات المتطرفة
محاكاة "تقديم القربان" في منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد.
وتكمن خطورة نجاح المستوطنين بإدخال القرابين
وذبحها في المسجد الأقصى، بإكمال دورة "العبادات" التوراتية، خاصة أنها نفذت
معظم الطقوس التي تتعلق بالهيكل داخل الأقصى، كالنفخ في البوق برأس السنة العبرية،
وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش.
وبتحقيق ذبح القرابين يصبح المسجد
"هيكلا" من الناحية المعنوية، وهو ما سيدفع المستوطنين وجمعياتهم إلى تنفيذ
الجزء المادي، ما يعني بدء تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، كما حدث في الحرم
الإبراهيمي في مدينة الخليل.