أمام إحدى مدارس النزوح في شمال قطاع
غزة المحاصر والمدمر، تتراكم النفايات في كل مكان مشكلة جبالا من القمامة، ما يضع النازحين في موقف صعب بين ظروف النزوح القاسية وتفشي النفايات المتراكمة التي تسبب الأمراض.
وأصبح تفشي النفايات وتراكمها بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على
قطاع غزة، وما رافقه من موجة نزوح هائلة لمئات الآلاف من السكان، بمثابة قاتل صامت، يفتك بأرواح سكان القطاع ليفاقم من معاناتهم مع الموت والفقد.
ويعاني الفلسطينيون النازحون لا سيما في شمال قطاع غزة من تفاقم مشكلة تراكم النفايات بشكل عشوائي في الشوارع والأزقة بعد دخول الإبادة الجماعية شهرها السابع، ما يسبب انبعاث روائح كريهة وتواجد الكثير من الحشرات، وهو ما نتج عنه تفشي العديد من الأمراض.
وأكد عدد من سكان قطاع غزة، أن أزمة النفايات قد أدت إلى تفاقم معاناة النازحين في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرين إلى أنهم يواجهون تحديات كبيرة نتيجة للظروف القاسية والحرجة التي يعيشونها.
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية ضرورة وسرعة التدخل لإنقاذ سكان القطاع من الأمراض الناتجة عن التلوث.
وأكّدت في بيان لها، انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي.
واعتبرت الوزارة أن هذا الوضع يهدد بحدوث كارثة صحية خاصة بين الأطفال، مشيرة إلى رصد العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.
حرق النفايات
ومنذ بداية الحرب على القطاع، ويمنع الاحتلال من إدخال غاز الطهي والوقود بجميع أنواعه إلى مدينة غزة وشمال القطاع، كجزء من القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية، ما يعتبر انتهاكًا للقوانين الدولية.
ويدفع هذا المنع قيام المواطنين بالتخلص من النفايات عن طريق حرقها أو استخدامها في إشعال النار من أجل طهي الطعام والاستخدامات اليومية. وينجم عن هذه الممارسات تأثيرات سلبية على صحة الأهالي بسبب الروائح الكريهة الضارة التي تنبعث أثناء حرق النفايات.
وفي 20 نيسان/ أبريل الجاري، أقر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بوجود مئات الحالات المصابة بأمراض في الجهاز التنفسي داخل مستشفيات القطاع، بسبب الغازات السامة المنبعثة من إشعالهم النيران لإعداد الطعام، جراء تفاقم أزمة غاز الطهي.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل للشهر السابع منع إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى قطاع غزة، وخاصة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في ظل العدوان المستمر".
ولفت إلى "تكدس جبال من النفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل في مختلف المناطق"، موضحا أن "حجم النفايات المنتشرة يقدر بأكثر من 75 ألف طن، في حين تنتشر مئات آلاف أطنان الأنقاض وركام المنازل".
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بالإضافة إلى دمار هائل، وذلك وفقا لبيانات فلسطينية وأممية.