اقتحمت
شرطة نيويورك، مساء الثلاثاء، حرم
جامعة كولومبيا، ووصلت إلى مبنى يتحصّن فيه منذ ليل الاثنين طلاب مؤيّدون للفلسطينيين؛ احتجاجاً على الحرب في قطاع غزة.
وبحسب المراسلين، فإنّ عشرات الأشخاص كانوا حول مبنى "هاملتون هول" الواقع داخل حرم جامعة كولومبيا في وسط مدينة نيويورك عندما وصلت الشرطة، وبدأت بدفع المتظاهرين إلى الخارج، قبل أن تقترب شاحنة من المبنى ويتسلّق شرطيون سلّماً لدخول المبنى عبر إحدى نوافذه.
وأمرت الشرطة المتظاهرين والطلاب والصحفيين بإخلاء مبنى “هاميلتون هول” والمخيمات التضامنية مع
فلسطين في ساحات الجامعة، في حين بدأت إدارة الجامعة بتعليق دراسة الطلاب، الذين رفضوا مغادرة المخيمات التضامنية، وهددت الطلاب الذين دخلوا على “قاعة “هاميلتون” بالطرد.
وقامت الشرطة باعتقال عشرات المتظاهرين، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وقالت إدارة الجامعة في بيان: "طلبنا من شرطة نيويورك التدخل، ولم يكن أمامنا خيار آخر"، واتهمت "أفرادا غير منتسبين لجامعتنا" بقيادة "المجموعة التي اقتحمت قاعة هاميلتون واحتلتها".
وبعد وقت قصير من تحرك الشرطة، أصدرت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق رسالة طلبت فيها من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 أيار/ مايو على الأقل، أي بعد التخرج بيومين، وذلك "للحفاظ على النظام وضمان عدم إعادة نصب مخيمات" الاحتجاج.
وقبل الاقتحام، قال عمدة نيويورك، إريك آدامز، إن اعتصامات جامعة كولومبيا يجب أن تنتهي، وإنه سيتم توجيه تهم للطلاب المعتصمين.
بدوره، حذر وزير التعليم الأمريكي، ميغيل كاردونا، من أنه لن يتم التسامح مع من سماهم متسببي عدم الشعور بالأمان في الحرم الجامعي.
وأعرب الوزير عن رفضه القاطع لأي دعوات للإبادة الجماعية أو لمعاداة السامية في الحرم الجامعي أو أي نوع من المعاداة، قائلا إنه لا يوجد محققون في جامعة كولومبيا، لكن تحقيقا مفتوحا سيجرى بشأن الأحداث في الجامعة.
حملة اعتقالات
وشنت الشرطة حملة اعتقالات في العديد من الجامعات الأمريكية.
فقد أعلنت جامعة نورث كارولينا اعتقال 36 متظاهرا كانوا معتصمين داخل الحرم الجامعي، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت الجامعة في بيان أن 17 من المعتقلين غير منتسبين للجامعة.
وفي جامعة فرجينيا كومونولث، اعتقلت الشرطة 13 متظاهرا، بينهم 6 طلاب، خلال احتجاجات بحرمها الجامعي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضحت الجامعة في بيان، أن الشرطة وجهت إليهم تهمة التجمع غير القانوني و"التعدي على ممتلكات الغير".
وقد أحصت صحيفة "واشنطن بوست" احتجاز 1200 طالب من الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة حتى الآن.
معتصمو ييل يغادرون طوعا
في مكان آخر، غادر الطلاب المحتجون بجامعة ييل الأمريكية، الثلاثاء، مخيمهم الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، عقب عرض الجامعة "عفوا" عن من يقرر المغادرة.
وجاء في بيان لجامعة ييل أن "جميع المتظاهرين اختاروا مغادرة المخيم" الذي بدأ قبل نحو أسبوع.
وأوضحت الجامعة أنها بصدد "إزالة الخيام والأشياء الأخرى من مكان المخيم"، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
الجامعة أكدت أنها "تدعم الاحتجاجات السلمية وحرية التعبير بشكل كامل"، موضحة أن "المطالبة بالسيطرة على الحرم الجامعي لا تتوافق مع مبادئنا وقيمنا".
وحسب الجامعة، بقي بعض المتظاهرين بالقرب من مكان المخيم وفي الشوارع المجاورة للجامعة، لكن دون اعتقال أي شخص.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، عرض عميد جامعة ييل بريكليس لويس، أثناء تفاوضه مع المتظاهرين، العفو عن الطلاب الذين سيغادرون المخيم بحلول الاثنين، موضحا أنه "لن يتم تأديبهم على أي تعدي على ممتلكات الغير" منذ بدء الاحتجاجات في الجامعة قبل أسبوع.
ويأتي هذا التطور فيما يواصل طلاب بعدة جامعات أمريكية احتجاجاتهم ضد الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من نصف عام.
وفي 18 نيسان/ أبريل الجاري، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.