مع بدء
الاحتلال، عدوانا على مدينة
رفح،
استهله بالمناطق الشرقية، منه، واقتحامه
معبر رفح البري، الرابط بين قطاع
غزة،
ومصر، تطرح تساؤلات حول موقع العدوان الحالي، وموقع المعبر منه، وسط تهديدات
الاحتلال، بالهجوم على المدينة بالكامل، واحتلال ما يسمى بمحور فيلادلفيا.
وقال جيش الاحتلال، إنه سيطر عملياتيا على
معبر رفح البري، بعد أن هاجمه بقوات من اللواء المدرع 401، وزعم وجود أنفاق في
المكان، بعد ساعات من الوصول إلى المكان.
ما الذي يجري؟
الاحتلال الإسرائيلي، دخل وفقا للتقارير التي نشرت حتى الآن، إلى ما
مساحة 3.3 كيلومترات، من محور فيلادلفيا، من جهة الشرق، عبر السياج الفاصيل، من محيط
موقعي كرم أبو سالم العسكري ومعبر كرم أبو سالم، باتجاه منطقة أرض مطار غزة المدمر
بالكامل، والذي يعتبر منطقة مكشوفة للاحتلال.
ووصلت قوات الاحتلال، إلى معبر رفح، والمنطقة المحيطة به، مع ساعات
فجر اليوم، ويقع في المنطقة الملاصقة لأرض مطار غزة المفتوحة.
وكان الاحتلال شن حملة قصف عنيف، على كافة المناطق المحيطة بالمعبر
وأرض مطار غزة، والتي يتواجد على أطرافها نازحون، ومناطق سكنية بالأساس لسكان رفح
القاطنين على الأطراف، فضلا عن إعلانه عن أوامر إخلاء للسكان من المنطقة، باتجاه
المواصي غرب خانيونس.
ما هو محور فيلادلفيا؟
هو الشريط الحدودي الرابط بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، ومصر، ويبلغ
طوله 14 كيلومترا، من نقطة كرم أبو سالم شرق رفح إلى البحر المتوسط غربا، بمحاذاة
الحدود المصرية.
ويقع معبر رفح على بعد 3.3 كيلومترات من معبر كرم أبو سالم، بين قطاع
غزة، والأراضي المحتلة عام 1948، وهو جزء من محور فيلادلفيا ويرتبط بشكل مباشر
بطريق صلاح الدين، الذي يوصل إلى بوابة المعبر بصورة مباشرة من شمال القطاع حتى
رفح.
واشترط الاحتلال، في معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979، أن يبقى على
امتداد الشريط الحدودي بين غزة ومصر، للانسحاب من سيناء، وإبقائها منزوعة السلاح وإقامة
معبر رفح فيه، ومنح مصر حق وجود قوات شرطية بأسلحة خفيفة.
ولكن مع انسحاب الاحتلال، من قطاع غزة، عام 2005، أجرى الاحتلال ومصر،
تعديلات على اتفاقية كامب ديفيد على شكل ملحق، عرف بـ"اتفاق فيلادلفيا"،
ونص على السماح لمصر بنشر 750 عنصرا من حرس الحدود، على امتداد المحور، لمنع تهريب
الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة، ومنع التسلل ومنع الأنشطة "الإرهابية
والإجرامية" والانسحاب من المنطقة، وتسليمها للسلطة الفلسطينية.
ووفقا لمراجعة للقانون الإسرائيلي للبروفسور في جامعة تل أبيب، موشيه
هيرش، فإنه بموجب الاتفاق، تكون القوة المصرية المتواجدة في المكان، قوة متخصصة في
"مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود"، وتعتبر المنطقة غير مخصصة لأي
أغراض عسكرية، مع امتثال الطرفين، للالتزامات المبرمة في اتفاقية كامب ديفيد عام
1979.
وبناء على الملحق الخاص بكامب ديفيد فيما يتعلق، بمحور فيلادلفيا، فإن
عودة العمل العسكري للمنطقة، من جانب الاحتلال، يعد خرقا للاتفاق الذي وقع عليه،
حيث أن دبابات الاحتلال، تحركت بنشاطات وعمل عسكري وقصف، في منطقة محور فيلادلفيا،
فضلا عن اقتحام معبر رفح، والوصول إلى البوابة المصرية منه.
سيطرة عملياتية
الاحتلال لم يكشف حتى الآن عن نواياه بشأن معبر رفح، بعد اقتحامه،
وكان أول تصريح صدر عنه، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وقال متحدث باسمه في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال: "سيطرنا من
الناحية العملياتية، على الجانب الفلسطيني من المعبر، وتقوم القوات بعمليات تمشيط
في المنطقة".
لكن لا يعرف ما الذي يقصده الاحتلال، حتى الآن بالسيطرة العملياتية، وتطرح أسئلة بشأن حركة المعبر، هل سيبقى معطلا، أم سيقوم الاحتلال بالانسحاب من المكان، أو تشغيله بطريقة ما.
في المقابل، طالبت مصر الاحتلال بوقف تحركاته
العسكرية في معبر رفح الفلسطيني، بشكل فوري.
وقالت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات، إن وفدا أمنيا
مصريا رفيع المستوى، أبلغ هذا الطلب للجانب الإسرائيلي، في تل أبيب.
وحذر الوفد الأمني المصري، الاحتلال، من "عواقب اقتحام المعبر
الفلسطيني، وطلب وقف التحركات فورا".