أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "
حماس" بالخارج، سامي أبو زهري، تعثر
المفاوضات بخصوص الهدنة لوقف الحرب بقطاع
غزة، قائلا: إن "ملف الأسرى لن يرى النور إلا بالالتزام بشروط المقاومة وأولها وقف إطلاق النار".
وشدد أبو زهري على أن معركة طوفان الأقصى كانت لها تداعيات عالمية، أبرزها: "تحرير العالم والعقول الغربية من السيطرة الصهيونية وكشف صورته الحقيقية بأنه احتلال وعصابات تقتل الأطفال والنساء".
مفاوضات متعثرة
وقال أبو زهري في لقاء خاص لـ "عربي21": إن حماس وفصائل المقاومة "قبلوا بورقة الهدنة التي تقدم بها الوسيطان القطري والمصري لأجل وقف العدوان على شعبنا، لكن في المقابل ظل العدو يراوغ والجهود متعثرة إلى حدود اللحظة".
وأوضح أن "الورقة التي قبلنا بها هي خلاصة الأوراق السابقة والاحتلال كان يراهن على أن حماس سترفضها وسيظل يستمر في عدوانه على شعبنا، لكن كانت المفاجأة أننا قبلنا بها".
وأضاف: "قبولنا جاء أيضا بغاية كشف حقيقة الاحتلال للعالم وأنه هو من يعرقل جهود وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن "ملف الأسرى لن يرى النور إلا بقبول الاحتلال بشروط المقاومة وأولها وقف إطلاق النار".
والثلاثاء، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن هناك عدم وضوح من الجانب الإسرائيلي بشأن طريقة وقف الحرب، قائلا: إن بلاده "ستواصل العمل والضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
"غزة تحرر العالم"
ودعا أبو زهري إلى دعم الشعب
الفلسطيني من خلال تكثيف تحرك الشعوب العربية، مؤكدا أن "المقاومة والأنفاق بقطاع غزة بخير".
وأوضح أن ما "تقوم به غزة لم يحرر فلسطين فقط، بل سيحرر المنطقة والعالم ويعيد ترتيب الأوضاع في كامل المنطقة، وتداعيات ذلك عالمية وتعكس إقرارا بدأت تفهمه أطراف عديدة".
وقال إن ما يحدث في شوارع أمريكا وأوروبا من مظاهرات دعم لغزة هو من "أهم مؤشرات التغيير الحاصل. ما نشهده من تدافع دولي عنوانه فلسطين وغزة، خاصة بين الأطراف الشرقية والغرب هو أحد تداعيات هذه الحرب".
وأشار إلى أن "خروج الطلبة في أمريكا وأوروبا مؤشر كبير على حجم التأثير العميق لمعركة طوفان الأقصى، ونعتبر ما يحدث بالجامعات ربيعا عالميا حقيقيا سيؤذن بنهاية السيطرة الصهيونية على العقول في الغرب".
وبين أن "الغرب الذي خضع للتزوير في الوعي بأن الاحتلال هو الضحية اليوم يكتشف أنه محتل، وعصاباته من القتلة يتلذذون بدماء النساء والأطفال".
ويستمر العدوان العسكري لجيش الاحتلال، على قطاع غزة لليوم الـ221 على التوالي، ما خلّف أكثر من 35 ألف شهيد وما يزيد على الـ78 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المنازل والبنى التحتية.
وخلف العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا هائلا، مما أدى إلى مثول الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبته بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.