صحافة دولية

شهادات تكشف عن تعذيب وحشي وانتهاكات لا تتوقف لمعتقلي غزة بمعسكرات الاحتلال

صورة مسربة من معتقل سدي تيمان في النقب لأسرى غزة- صحيفة هآرتس
قالت صحيفة الغارديان، إن الأسرى الفلسطينيين الموجودين، في معسكر اعتقال في صحراء النقب يتعرضون إلى انتهاكات جسدية وعقلية واسعة النطاق، حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل لرجل تم بتر طرفه نتيجة لإصابات أصيب بها من تكبيل يديه المستمر.

ونقلت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" عن مصادر ما يجري بالمعاملة المروعة التي يتعرض لها المعتقلون في معسكر سدي تيمان الإسرائيلي، بحيث يبقون مكبلين بالأغلال في أسرة المستشفيات ومعصوبي الأعين ويجبرون على ارتداء الحفاضات طوال الوقت.

ووفقا لمصدرين، فإن المنشأة، التي تقع على بعد حوالي 18 ميلا من حدود غزة، تتكون من قسمين منفصلين: سياج حيث يتم احتجاز ما يصل إلى 200 معتقل فلسطيني من غزة تحت قيود جسدية شديدة داخل أقفاص، ومستشفى ميداني حيث يتم احتجاز ما يصل إلى 200 معتقل فلسطيني من غزة تحت قيود جسدية شديدة داخل أقفاص، وعشرات المرضى الذين يعانون من إصابات الحرب مكبلون في أسرتهم وغالبا ما يحرمون من مسكنات الألم.‏

وقال أحد المبلغين، الذي عمل في المنشأة كحارس للسجن، إن المعتقلين أجبروا على الوقوف لساعات، أو الجلوس على ركبهم، وقال المصدر، الذي تحدث عن خطر الانتقام، إن العديد من المعتقلين تعرضوا للضرب بالهراوات ولم يتمكنوا من تحريك رؤوسهم أو التحدث في المنشأة.

وأوضح المصدر: "السجناء محتجزون في ما يشبه الأقفاص، وجميعهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي". "إذا تحدث شخص ما أو تحرك، يتم إسكاته على الفور أو يجبر على الوقوف ويداه مرفوعتان فوق رأسه ومقيد اليدين لمدة تصل إلى ساعة واحدة".

وأضاف: "إذا لم يتمكنوا من إبقاء أيديهم مرفوعة، يربط الجنود الأصفاد بقضبان القفص، وكان العديد من المعتقلين مصابين بجروح ملتهبة ولم يتم علاجها بشكل صحيح".


وتابع: "الأرضية قذرة للغاية، ورائحتها كريهة لدرجة أننا اضطررنا إلى ارتداء أقنعة الوجه، كنت أسمع أحيانا صوت الضرب والصراخ، وصوت ضرب كما لو كان على جدار معدني".

وقال المصدر إن السجناء حصلوا على خيارة واحدة، وبعض شرائح الخبز وكوب من الجبن، وأن بعضهم كان يعاني من سوء التغذية بشكل واضح.

وادعى المصدر أن الجيش ليس لديه أي دليل على أن المعتقلين جميعهم أعضاء في حماس، حيث تساءل بعض السجناء بشكل متكرر عن سبب وجودهم هناك. ووفقا للمبلغ عن المخالفات، اعتبر معظمهم مشتبها بهم وتم إطلاق سراح بعضهم. لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية إليهم. لقد كان بمثابة معسكر تصفية، احتجاز مؤقت.

ووفقا لتقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، الذي طالب بإغلاق معسكر الاعتقال، "منذ بداية الحرب، يتم تصنيف جميع سكان غزة المحتجزين على أنهم "مقاتلون غير شرعيين"، وهو التصنيف الذي يحرمهم من وضع أسير حرب، مما يمكن إسرائيل من حظر زيارات المحامين لفترات طويلة، مما يؤدي إلى الافتقار إلى الرقابة الحاسمة خلال فترة تتزايد فيها مخاطر ظروف السجن القاسية والتعذيب".

ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها من مصلحة السجون الإسرائيلية والتي يعود تاريخها إلى أوائل نيسان/أبريل، فإن 849 شخصا مصنفا على أنهم "مقاتلون غير شرعيين" محتجزون لديها.

ووصف المصدر المستشفى الميداني في المعتقل بأنه عبارة عن خيام مع غرفة طوارئ حيث يتم إجراء العمليات الجراحية للمرضى على نقالات لعدم وجود طاولة عمليات. وكان المرضى مقيدين إلى الأسرة، وكانوا جميعا يرتدون الحفاضات وكانوا معصوبي الأعين.

وادعى أنه قيل له إن بعض المرضى جاءوا من مستشفيات في غزة. "هؤلاء هم المرضى الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي أثناء علاجهم في مستشفيات غزة وتم إحضارهم إلى هنا، وكانت أطرافهم وجروحهم ملوثة، كانوا يئنون من الألم".

وقال إنه علم في إحدى الحالات أنه تم بتر يد أحد المعتقلين "لأن معصميه أصيبا بالغرغرينا بسبب جروح مكبلة".

وقدم تقرير أطباء من أجل حقوق الإنسان تفاصيل حالة عز الدين البنا، وهو من سكان غزة يبلغ من العمر 34 عاما، وكان يعتمد على كرسي متحرك قبل اعتقاله، والذي توفي في مركز طبي آخر في شباط/فبراير بعد نقله من سدي تيمان إلى مخيم سدي تيمان، يعالج من تقرحات الضغط الشديدة، وزعم سجناء آخرون أنه كان يشكو من الألم لعدة أيام ولم يتلق الاستجابة أو العلاج المناسب.

وقال أحد الحراس: "كان هناك نحو 15 مريضا في المجمل، وكانوا جميعا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين". "كانوا عراة ويرتدون الحفاضات ويغطون بالبطانيات. ويبدو أن معظمهم مصابون بإصابات حرب واضحة، وقد خضع بعضهم لعمليات بتر الأطراف وخضع آخرون لعملية جراحية كبيرة في البطن أو الصدر، لقد كانوا عراة تقريبا باستثناء الحفاضات".