ما زال
الاحتلال يعيش أزمة متفاقمة عقب
قرارات المحاكم الدولية وحالة الغضب تجاهه في أوساط الرأي العام الدولي الذي يتهمه
الاحتلال بتلقي ما يصفها بدعاية
حماس واسعة الانتشار، الأمر الذي يحقق للحركة انتصارا
كبيرا على الاحتلال، باعترافه هو.
الجنرال عميت ياغور، النائب السابق لرئيس
الشعبة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط السابق في المخابرات البحرية،
زعم أن "نشاط حماس المعادي في أوساط المؤسسات والرأي العام الغربي تجاه الاحتلال
قائم على مفهومين أساسيين: أولهما أنه يرتكب "إبادة جماعية" في
غزة، ويقوم
بتجويع سكان غزة بشكل منهجي، تمهيدا لإنكار شرعية الاحتلال من خلال الاستناد على الأرقام
التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، ولسوء حظ الاحتلال فإن المجتمع الدولي يتلقى هذه الأرقام
بموثوقية وموضوعية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
معاريف"،
وترجمته "عربي21" أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة
يعتمد البيانات التي تنشرها مؤسسات حماس حول أعداد القتلى في غزة، خاصة النساء والأطفال،
مما يعتبر مدخلا لهجوم دعائي واسع النطاق ضد إسرائيل في الرأي العام الدولي، واستغلال
هذه الأرقام بأشكال متنوعة، وقد تحولت مع مرور الوقت إلى سلاح في يد حماس التي تتهم
الاحتلال بانتهاك قوانين الحرب".
وأكد أن "المفهوم الثاني الذي نجحت
حماس في تعميمه حول العالم يتمثل في اتهام الاحتلال بتجويع الفلسطينيين، ومنع دخول المساعدات
الإنسانية، وبالتالي فإن الفرضية السائدة المتجذرة في الرأي العام الغربي والدولي أن
الاحتلال يركز فقط على الجهد العسكري، ويهمل الجوانب الإنسانية، دون أن يكون هناك أحد
في النظام الإسرائيلي بأكمله، لا سيما المستويين السياسي والعسكري، يدرك خطورة ذلك،
رغم أن حماس تبذل جهودا كبيرة في "هندسة العقل العالمي" لصالحها"
على حد وصفه.
وأشار إلى أن "حماس رفعت التحدي أمام إسرائيل في هذا السياق، وخلقت "تسونامي" دوليا حول البيانات الإحصائية القادمة
من غزة، مع العلم أننا لسنا في بداية الحرب، لكننا نسير نحو نهايتها، وكل البيانات
التي يتم جمعها من الآن فصاعدا ستحدد السردية التي سيتم تذكرها منها في الوعي الدولي
لسنوات قادمة، ما يستدعي من المستويات الإسرائيلية المنخرطة في الحرب أن تعثر على
ردود على دعاية حماس، وإجراء جهد قانوني واع قائم على الأرقام والمعطيات الإحصائية".