نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن مناقشة العديد من العواصم الأوروبية إرسال وحدات عسكرية إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة وتنفيذ هجمات باستخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقًا لجهاز الأمن الفيدرالي لروسيا الاتحادية، فإن الناتو يوجه بالفعل ضربات نووية على
روسيا.
ضربات على الأراضي الروسية
وتضيف الصحيفة أن إحدى القضايا الأكثر مناقشة في الغرب فيما يتعلق بالدفاع الجوي تتمثل في مدى إمكانية استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا لشن هجمات على الأراضي الروسية. وبينما تعارض الولايات المتحدة مثل هذه الهجمات، تختلف مواقف الدول الغربية الأخرى بخصوص هذه المسألة بشكل كبير.
فعلى سبيل المثال؛ ذكرت القيادة العسكرية السياسية في السويد أنها لا تعارض استخدام القوات المسلحة الأوكرانية للأسلحة التي قدمتها ستوكهولم لمهاجمة أهداف في روسيا.
ومؤخرًا؛ وافقت الحكومة السويدية على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لكييف بقيمة 75 مليار كرونة (حوالي 7 مليارات دولار). ويقوم السويديون بتزويد أوكرانيا بمدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز آرتشر يصل مداها إلى 60 كم. وتمتلك الإدارة العسكرية السويدية أيضًا صواريخ كروز من طراز "تاوروس" تحت تصرفها بمدى إطلاق يصل إلى 500 كيلومتر. وقد أثارت ستوكهولم أكثر من مرة مسألة نقل الصواريخ إلى كييف.
وذكرت الصحيفة أن بريطانيا قد سمحت بالفعل لكييف باستخدام أسلحتها لشن هجمات على شبه جزيرة القرم، وفي المقام الأول صواريخ ستورم شادو، التي يتزايد توريدها من لندن. واعتبر رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أنه من الممكن لأوكرانيا استخدام أسلحة أجنبية لضرب أهداف على الأراضي الروسية. ومن جانبه، يعتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضًا أنه ينبغي أن تتاح لأوكرانيا الفرصة لاستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف مشروعة على الأراضي الروسية.
تحضير إرسال الجيش
وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الأسلحة؛ تستعد دول الناتو لإرسال أفراد عسكريين إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة. وفي المقابل؛ ترحب أوكرانيا بمثل هذه الخطوات، وقد تم بالفعل إعداد جميع الوثائق اللازمة. بينما أعلنت دول البلطيق استطاعتها إرسال جنودها وقادتها إلى أوكرانيا، معتقدة أنه إذا انهارت الجبهة في أوكرانيا، فيتعين عليهم إرسال وحدات قواتهم البرية إلى منطقة العملية العسكرية.
وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب فرنسا ودول البلطيق؛ بدأت بولندا أيضًا في الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا. وقد اتخذ وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي خطوة مماثلة، معربًا عن دعمه لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
"تعدي الحدود"
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن تخشى من أن إرسال قوات الناتو إلى منطقة العملية الخاصة سيجعل الناتو مشاركًا مباشرًا في الصراع. وفي البداية اقتصرت ألمانيا على توريد الزي الرسمي والمعدات الطبية فقط إلى منطقة العملية العسكرية الروسية. ورغم إعلان برلين في البداية أنها لن تتجاوز هذا الخط أبدًا، غير أنها أرسلت أحدث الدبابات الألمانية وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات إلى أوكرانيا.
وفي بداية الصراع في أوكرانيا، اعترض الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل قاطع على نقل طائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز "اف.16" إلى كييف. ولكن بعد ذلك عدل موقفه بشكل كبير، ويتجلى ذلك في قيام البنتاغون حاليًا بتدريب طياري طائرات "إف 16" لصالح القوات الجوية الأوكرانية.
ووفقًا للصحيفة؛ فإن موقف الولايات المتحدة وحلفائها المتعلق بالمشاركة المحتملة في الصراع في أوكرانيا يمكن تغييره بسهولة. وفي حال تم رفع القيود المفروضة على استخدام كييف للأسلحة الغربية ضد روسيا، وتم اتخاذ القرار بإرسال وحدات عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى منطقة العملية العسكرية، فإن هذا من شأنه نقل الصراع إلى مستوى مختلف تماما. من بين أمور أخرى، يوجه الناتو بالفعل ضربات نووية ضد روسيا.
وفي ختام التقرير؛ نوهت الصحيفة إلى أنه في مثل هذه الظروف تزيد إمكانية تصاعد المواجهة في أوكرانيا، لتصل إلى المستوى العالمي، التي تنذر بدق
الحرب العالمية الثالثة الأبواب.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)