لا يزال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يُواصل محاولاته في استفزاز مشاعر المغاربة؛ إذ عمِل على إشهار خريطة للدول العربية، كانت فيها المملكة
المغربية مبتورة من الصحراء، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لموجة سخط غير مسبوقة.
وبين من يؤكد أن "المغرب في غنى عن اعتراف الكيان المحتل بمغربية الصحراء"، ومن يستفسر: "كيف نثق بمجرم حرب ومُحتل؟"، تسارعت التغريدات والمنشورات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، من المغاربة المعربين عن غضبهم.
من البداية
في حوار له مع قناة "إل سي إي" و"تي في 1" الفرنسيتين الرسميتين، تطرّق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى التصعيد في الأراضي
الفلسطينية، كما قام بإظهار خريطة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يظهر فيها المغرب دون صحرائه.
من جهته، كتب حسن كعبية، وهو المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال الاسرائيلي للإعلام العربي؛ "إن ذلك حدث بسبب خطأ غير مقصود، وإن اسرائيل ستقدم توضيحا لجلالة الملك محمد السادس". متابعا؛ "إن القدس لن تتراجع عن اعترافها بمغربية الصحراء".
وفي الوقت الذي التزمت فيه السلطات المغربية الصمت، بخصوص هذه الحركة؛ رجّت مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بجُملة متسارعة من التغريدات والتدوينات الغاضبة، التي كشف فيها المغاربة عن "سخطهم" من هذا التصرّف.
ورصدت "عربي21" عدّة تدوينات، أعرب أصحابها عن رفضهم الكامل لتصرف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بينها تدوينة للصحفي، محمد أحداد، التي جاء فيها: "السياسة كما الفقه تمارس بالمقاصد ومقصد هذه الصورة واضح جدا ولا يقبل التأويل: الابتزاز. لا يمكن لمجرم حرب وقاتل أطفال وسفاح وسليل الفكر الاستعماري أن يعرض على قناة فرنسية تحظى بنسبة مشاهدة محترمة، صورة تبتر المغرب من صحرائه دون "مقصد" سياسي".
وتابع، أحداد: "قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة؛ وقضية كل مواطن حر يعاني من مشكلة خلقها الاستعمار، لذلك على الدولة أن ترد بحزم على هذا "الكلب"؛ لأنه في القضايا المصيرية لا يوجد ثمة حل وسط أو مرونة دبلوماسية".
بدوره، كتب المنتج التلفزيوني، المصطفى العسري، عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "︎مغربية الصحراء لا تحتاج لدعم.. كيان احتلالي استيطاني قاتل"، مضيفا: "مغربية الصحراء صنعها المغاربة قاطبة.. ملكا وشعبا وجيشا.. دافعهم إلى ذلك إيمانهم وعقيدتهم وتاريخهم.".
وأضاف العسري: "حفظ الله المملكة ضمن حدودها التاريخية الحقة.. وحرّر فلسطين قاطبة من النهر إلى البحر.. ومن رأس الناقورة إلى رفح .. ومن أم الرشراش إلى بحيرة طبرية..".
وفي السياق نفسه، تداول عدد من رواد منصات التواصل، عدّة منشورات ساخرة، للتعبير من خلالها عن السخط نفسه.
ليست المرة الأولى
أشار عدد من رواد منصات التواصل، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستفز فيها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي مشاعر المغاربة، حيث سبق أن برزت خريطة المغرب منقوصة من الصحراء خلال استقباله لرئيسةَ وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال تموز/ يوليوز الماضي، أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن اعترافها بسيادة المغرب على أراضي الصحراء، وذلك عبر رسالة وجّهها بنيامين نتنياهو إلى العاهل المغربي.
إلى ذلك، كان بيان للديوان الملكي المغربي، قد أشار نقلا عن الرسالة إلى أنه سيتم "إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار".
وفي سياق متصل، تشهد عدّة مدن مغربية مسيرات غاضبة، لم تتوقّف منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لتأكيد التضامن الشعبي المغربي الكامل مع الأهالي في قطاع
غزة المحاصر، وأن القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات المغاربة، حيث إنها البوصلة.
ويستمر المغاربة برفع جُملة من الشعارات واللافتات، التي تؤكد مطالب إسقاط أشكال التطبيع كافة مع الاحتلال الإسرائيلي.