بعد رفع سعر الخبز.. مصريون يستذكرون "وزير الغلابة" المسجون باسم عودة (شاهد)

عقب قرار حكومة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي رفع سعر رغيف الخبز المدعوم، بدأ ناشطون مصريون باستذكار وزير التموين الأسبق باسم عودة الذي عرف بـ"وزير الغلابة" خلال عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، كما أعادوا نشر العديد من الصور والتصريحات السابقة لعودة الذي يقبع الآن في سجون النظام، خلال جولاته الميدانية وحواراته مع المواطنين في مختلف المدن المصرية.

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن مصر التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، سترفع سعر رغيف الخبز المدعوم من 5  قروش إلى 20 قرشا اعتبارا من حزيران/ يونيو المقبل.


فيما علق وزير التموين المصري، علي المصيلحي، على قرار الحكومة بقوله: "إحنا بنتكلم عن 5 أرغفة بجنيه حقهم 6.25 جنيهات، يبقى برضه بنديه للمواطن ببلاش".

وأشار خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الإدارية، إلى أن قيمة دعم رغيف الخبز خلال عام 2006 بلغت 80 بالمئة من القيمة الإجمالية التي بلغت وقتها 20 قرشًا، مضيفا أن القيمة سترتفع إلى 84 بالمئة مع قرار الحكومة الأخير.

وعقب الإعلان عن رفع سعر الخبز، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باسم الوزير السابق باسم عودة الذي تولى مهام وزارة التموين عام 2013 قبل وقوع الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب، حيث أشار ناشطون إلى أن عودة عمل على حماية المواطنين لا سيما محدودي الدخل منهم، من الغلاء وانخفاض جودة المنتجات، رافعا شعار "أفضل منتج لأكرم شعب".


وتداول ناشطون العديد من التصريحات التي اشتهر بها "وزير الغلابة" عقب رفع الدعم عن الخبز، بما في ذلك قوله "لا مساس بقوت الشعب" و"نعمل على تحسين جودة السلع التموينية انطلاقا من مبدأ: أفضل منتج لأكرم شعب".

كما قارن المتفاعلون مع قرار رفع الدعم عن الخبز بين تصريح الوزير المعتقل باسم عودة الذي قال فيه: "عندنا حلم أن يكون شعار وزارة التموين أفضل منتج لأكرم شعب"، وبين تصريح سابق للوزير الحالي علي المصيلحي خاطب فيه المصريين بطريقة تهكمية قائلا "أنا مش عايز الزيت ده.. أنا عايز زيت بيور.. سيلا مش عارف إيه.. إنت جاي تاخدلي الدعم وبتتأمر".


وقال حساب يحمل اسم "أبو النور" عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، في معرض تعليقه على رفع سعر رغيف الخبز: "باسم عودة وزير التموين السابق إبان حكم مرسي رحمه الله، مخلص فذ صاحب فكر وخطط استراتيجية اقتصادية طبقها على أرض الواقع وحمى المواطن ورزقه حينما تولى مسؤولياته".


وأضاف "باسم عودة في الوقت الراهن مسجون منذ 12 عاما آخر 8 سنوات منها انفرادي، كان لا بد لهكذا عقلية أن تُسجن في ظل حكم فاسد خائن عميل"، حسب تعبيره.

بدورها، قالت "غادة" في تدوينة عبر منصة "إكس": "أنظر لكيس سكر التموين بالأمس وقد شارف على السواد فتذكرت بالخير باسم عودة فك الله أسره وإخوانه، وقد حرص علی أنقى زيت وأفضل منتج للشعب المصري لأنه رآه يستحق ذلك".


وتابعت: "لا سامح الله من أوردنا هذا المورد، خشوا أخونة الدولة وخرسوا عند عرجنتها ونخنختها.. والله ما خشيتم إلا نجاحهم"، على حد قولها.

يشار إلى أن عودة الذي تولى مهام وزارة التموين في 10 كانون الثاني /يناير عام 2013 ليصبح وهو يبلغ من العمر 43 عاما حينها أصغر وزير سنا، عمل منذ اللحظات الأولى بعد تعيينه على إعطاء الأولوية لمحدودي الدخل وتحسين جودة الخبز والحفاظ على سعره، كما حرص على تفقد المخابز بنفسه لضمان جودة إنتاجه، كما يظهر في العديد من المقاطع المصورة له التي ظهر في أحدها وهو يقدم الخبز بنفسه من نافذة أحد الأفران.

كما عُرف عن عودة جولاته الميدانية حيث اعتاد على التجول بين المواطنين بنفسه متنقلا بين المدن المصرية لمتابعة الأسواق والاحتياجات المستجدة بنفسه، ما جعله مقربا من الناس وهمومهم لدرجة أن لُقب بـ"وزير الغلابة" أي الفقراء.

وشغل عودة منصب وزير التموين نحو 6 أشهر حيث قدم استقالته رفضا للانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في 3 تموز /يوليو 2013 ضد الرئيس الراحل محمد مرسي.

وتاليا استعراض لأبرز محطات حياته:
باسم عودة سياسي مصري وعضو في حزب الحرية والعدالة، وعضو في جماعة الإخوان المسلمين، ولد في 16 آذار/ مارس 1970 بدولة الجزائر، ونشأ بمحافظة المنوفية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة القاهرة، وأستاذ بقسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، واستشاري الهندسة الطبية وتكنولوجيا الرعاية الصحية.

وجرى القبض على عودة في أحد المصانع في وادي النطرون يوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، على ضوء اتهامات بـ "التحريض على القتل"، وكان أصغر الوزراء سنا.


صدر حكم الإعدام بحقه وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في حزيران/ يونيو 2014، في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أحداث مسجد الاستقامة"، إلا أن مفتي الديار رفض التصديق على الحكم.

وصدر ضد عودة حكم بالمؤبد في قضية أخرى، ثم في كانون الثاني/ يناير 2019، أصدرت محكمة جنايات الجيزة، حكما ببراءة كل من باسم عودة ومحمد بديع وستة آخرين في قضية "أحداث مسجد الاستقامة".

وقضت محكمة جنايات القاهرة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بالسجن المؤبد على باسم عودة، و44 آخرين، وهو حكم أيدته محكمة النقض المصرية، وفي حزيران/ يونيو 2021، حكم بالسجن المؤبد.