نشرت صحيفة "
يني أكيت" التركية مقال رأي للكاتب أحمد فارول تحدث فيه عن المخاوف المتعلقة بوضع
المسلمين في
الهند، بعد فوز ناريندرا
مودي وحزب "بهاراتيا جاناتا" في
الانتخابات.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الهند لديها تاريخ طويل من التعايش السلمي والتكامل الاجتماعي بين
الهندوس والمسلمين وغيرهم من الأقليات الأخرى مقابل حاضر مشين بدأ من الاحتلال البريطاني للهند.
ولا يخفى على أحد أن التوتر داخل المجتمع الهندي بين المسلمين والهندوس مدعوم بشكل أو بآخر من قبل الحكومة الهندية وبعض الجهات السياسية التي تستخدم الخطاب العنصري لإثارة الشغب وقمع المسلمين في الهند.
وفي ظل الانتخابات الحالية في الهند، فإن هناك مخاوف من أن تستمر هذه اللهجة التحريضية ضد المسلمين، ما سيزيد من حدة القمع والظلم الواقع على المسلمين هناك.
وأشار الكاتب إلى أن الهند تفوقت على الصين من حيث عدد السكان، لتصبح الدولة الأكبر من حيث التعداد السكاني في العالم، وذلك وفقًا لأحدث الإحصائيات.
والسبب الرئيسي وراء هذا التغيّر سياسة الصين في تنظيم النسل على مدى سنوات عديدة، مقابل دعم الهند لزيادة عدد السكان. وإذا استمرت الهند في هذه السياسة، فقد يتسع الفارق السكاني بين البلدين بشكل كبير في السنوات القادمة.
وانتهت الانتخابات البرلمانية في الهند بعد أن استمرت لمدة 6 أسابيع على مدار 7 مراحل. وقد شهدت الانتخابات مشاركة 642 مليون ناخب، وذلك رغم انخفاض نسبة المشاركة بنسبة 1% مقارنة بالانتخابات السابقة. وقد توفي 33 موظفًا من اللجان الانتخابية بسبب ضربات الشمس وارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة.
وذكر الكاتب أن هذه الانتخابات البرلمانية فاز فيها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي بزعامة ناريندرا مودي، الذي يقود التحالف الديمقراطي الوطني.
وقد حصل التحالف على 272 مقعدًا في البرلمان المؤلّف من 543 عضوًا، وهو الحد الأدنى المطلوب لتشكيل الحكومة. ولكن نظرًا لأن هذا العدد يعد هامشيًا، فقد يحتاج التحالف إلى دعم أعضاء من خارج التحالف لضمان استقرار الحكومة.
وأشار الكاتب إلى انخفاض الدعم الذي حصل عليه ناريندرا مودي وحزبه الهندوسي المتطرف بهاراتيا جاناتا والتحالف الذي يقوده مقارنة بالانتخابات السابقة، رغم فوزهم للمرة الثالثة في الانتخابات.
وعبّر الكاتب عن استيائه وقلقه من أن مثل هذه الأيديولوجيا المتطرفة والعنصرية، التي دعمت الصهاينة في مذابحهم ضد الفلسطينيين اقتصاديًا ودبلوماسيًا وعسكريًا، لا تزال قادرة على الفوز في بلد كان يعتبر أكبر ديمقراطية في العالم.
ويعد فوز مودي وحزبه وصمة عار على الإنسانية. وبدلاً من الفرح بانخفاض نسبة الأصوات التي حصل عليها مودي، فإنه يجب التفكير بجدية في الأسباب التي تجعل شخصًا بمثل هذه السياسات لا يزال قادرًا على الفوز في الانتخابات.
وتطرق الكاتب إلى الأسباب التي أدت إلى فوز ناريندرا مودي بالانتخابات للمرة الثالثة في الهند، ومن بينها الخطاب العنصري والمعادي للإسلام الذي اعتمده مودي لجلب الدعم. وهذا النوع من الخطابات والسياسات جعله يحظى بدعم من الطبقات العليا في المجتمع الهندي، خاصةً تلك التي تشعر بالقلق من اهتمام الطبقات الأقل حظاً بالدين الإسلامي.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الطبقات الأقل حظاً غالبًا ما تشكل القوة العاملة في قطاع الخدمات، بينما تسيطر الطبقات العليا على وسائل الإعلام والاقتصاد وهي تشعر بالقلق من تزايد الاهتمام بالإسلام والمسيحية.
لهذا السبب، فإنه زاد دعم السياسات العنصرية والهندوسية المتطرفة في الفترة الأخيرة، ما ساعد مودي على الصعود إلى السلطة. وقد نجح مودي في جذب دعم كافٍ للفوز بالانتخابات مرة أخرى، على الرغم من أن الدعم قد انخفض نسبيًا في هذه الانتخابات مقارنة بالانتخابات السابقة.
وحذّر الكاتب من مخاطر استمرار السيطرة السياسية لـ ناريندرا مودي على الهند بالنسبة للمسلمين. فقد اتخذ مودي في فترة حكمه السابقة تدابير قانونية لتهجير جزء من المسلمين، وهذا يشكل خطرًا جديًا على المسلمين في البلاد.
ومن المحتمل تشديد سياسات التهجير خلال فترة حكم مودي الحالية، وتصاعد الهجمات والتشهير ضد المسلمين وكذلك التحريض على الكراهية ضدهم، وزيادة الاعتداءات التي قد يتعرض لها المجتمع الإسلامي من جانب الفئات التي تروج للتطرف الهندوسي.
ويشكل المتطرفون الهندوس قوة متمردة تقاتل من أجل قضيتهم ضد المسلمين والإسلام في الهند.
وفي الختام، عبّر الكاتب عن قلقه من سياسات الحكومة الحالية في الهند تجاه المسلمين، ومن تصاعد التوترات الدينية والعنصرية التي يمكن أن تنشأ عنها.