قالت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية، إن هناك تحالفا غير رسمي نشأ بين
الصين وباكستان منذ منتصف القرن الماضي، عند فرار الدلاي لاما وأتباعه إلى
الهند من التبت الصينية، بعد تمرد فاشل، مشيرة إلى أنه بموجب هذا التحالف تدعم بكين إسلام أباد كثقل موازن لدلهي، التي يتنازع معها الصينيون على منطقة في جبال الهيمالايا.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن النزاع طويل الأمد عاد مرة أخرى إلى الواجهة مع زيارة رئيس الوزراء
الباكستاني شهباز شريف إلى الصين. وخلال هذه الزيارة، وعدت بكين بمواصلة الاستثمار في باكستان على الرغم من ديونها المتخلدة بالذمة المقدرة بـ 65 مليار دولار. وقد أبلغت باكستان الجانب الصيني بالوضع في
كشمير، ما اعتبرته الهند "استفزازا وقحا".
وحسب صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية، فقد استقبلت الهند هذه الرسالة بشكل مؤلم لأن أخبار الباكستانيين وكشمير جاءت إلى دلهي عندما كان ناريندرا مودي يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للوزراء. ويمكن قياس موجة الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي الهندية من هذا التعليق: "أراد الأعداء عرقلة عودة مودي إلى السلطة للمرة الثالثة".
وذكر التقرير أن البيان المشترك الصادر عن الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لم يذكر كشمير بشكل مباشر، بحيث تتحقق بكين دائما بعناية من الصياغة الواردة في مثل هذه الوثائق وتقتصر على ذكر فقط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 1948، الذي دعا كلاً من الهند وباكستان إلى سحب قواتهما من كشمير.
وفي الوقت نفسه، تسلط الوثيقة الضوء على الوضع الحالي للعلاقات الباكستانية الصينية وأيضا آفاقها. وحسب وكالة رويترز للأنباء، ستواصل الصين الاستثمار في الصناعات الاستخراجية، وخاصة في النفط وموارد الغاز في قاع البحر واستخراج خامات الحديد ومعالجتها في الشركات الباكستانية. ويتضح ذلك من استثمار الصين نحو 65 مليار دولار في باكستان واعتزامها زيادة حجم الاستثمارات.
وأوضحت الصحيفة أن بكين وإسلام آباد وعدتا بتحويل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني إلى نموذج للتعاون على أساس مبادرة الحزام والطريق. وفي هذا الصدد، تم التأكيد على أهمية ميناء جوادر باعتباره نقطة النهاية على الطريق من المنطقة الشمالية الغربية غير الساحلية للصين إلى المحيط الهندي.
وفي المستقبل، كما يقول التقرير، فإن مساعدات بكين ستركز على مبادئ السوق. أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن الطرفان عن "شراكة استراتيجية في جميع الأحوال وصداقة لا تتزعزع". وتؤكد باكستان من جديد التزامها بمبدأ الصين الواحدة، أي تايوان التابعة للصين.
علاوة على ذلك، أعلنت باكستان والصين نية محاربة "الإرهاب" دون كلل. وتحرص بكين على تمكن "شريكها في جميع الأحوال" من هزيمة الجماعات الانفصالية التي تجتاح شمال غرب وشمال باكستان منذ عقود لأن المهندسين والمعلمين الصينيين العاملين هناك أصبحوا ضحايا للهجمات بشكل متكرر، وفقا للتقرير.
وقد أثارت المفاوضات بين قادة باكستان والصين والتصريحات التي تلتها مثل هذا الرد العاطفي في الهند، بعد إطلاق إرهابيين النار على حافلة تقل حجاجًا هندوسًا كانوا يريدون زيارة مكان مقدس في إقليم جامو وكشمير التابع للهند، الحادث الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 10 أشخاص.
ويرى المحلل الهندي شانكالب جوجرار، أن هذا الحادث هو تأكيد على أن كشمير لا تزال نقطة ساخنة في العلاقات الهندية الباكستانية. بينما تستمر الصين، لأسباب جيوسياسية، في دعم شريكها، حسب الصحيفة الروسية.