مقالات مختارة

الغدر الإسرائيلي في مذبحة النصيرات وجريمة الغرب ضد الإنسانية

نحو 300 شهيد وجريح في مجزرة النصيرات- الأناضول
تحرير وعي أمتنا من أهم أسباب النصر وبناء المستقبل؛ لذلك يجب أن ينتفض المثقفون، ليبحثوا عن الحقائق التي تكشف للأمة طريق الكفاح للتحرر من الاستعمار الثقافي.

وهناك الكثير من الأحداث التي يمكن أن تسهم في اكتشاف أهداف الغرب ومخططاته، والأساليب التي يستخدمها في الخداع والتضليل وتزييف الوعي.

ومذبحة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة بالمشاركة مع الجيش الأمريكي، من أهم الأحداث التي يجب أن نتوقف عندها طويلا، لنكشف الحقائق للعالم.

لكنني في هذا المقال، سأضطر أن أعتمد على كاتب صحفي كبير هو جوناثان كوك، فهو يمتلك معرفة وخبرة تؤهله للاستماع إلى الحقائق التي يرويها. ومن أهمها أن جيش الاحتلال ارتكب جريمة غدر ضد سكان غزة، وأن أمريكا شاركت في المذبحة.


وبينما انشغلت وسائل الإعلام الغربية بتغطية احتفالات الإسرائيليين بعودة الأسرى الأربعة، حاولت إخفاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مذبحة، قتل فيها 270 فلسطينيا طبقا للعدد المعلن حتى الآن، فهناك الكثير من النساء والأطفال تحت الأنقاض، وهناك المئات من المصابين لا يجدون علاجا بعد أن دمر جيش الاحتلال المستشفيات، واختطف الطواقم الطبية، وقام بتعذيب الأطباء، وقتل الكثير منهم.
سلوك وسائل الإعلام الغربية يكشف عنصريتها، وأنها تعمل لتحقيق الأهداف السياسية للدول الغربية.

سلوك وسائل الإعلام الغربية يكشف عنصريتها، وأنها تعمل لتحقيق الأهداف السياسية للدول الغربية، وتتطابق تغطيتها مع تصريحات السياسيين الغربيين الذين أشادوا بالعملية، واعتبروها نجاحا. كما نقلت تلك الوسائل رقص الإسرائيليين في الشوارع، واحتفالات المنظمات اليهودية الأمريكية، بالرغم من أنه تم قتل ثلاثة أسرى إسرائيليين.


هذه العملية التي وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي بأنها عملية بطولية تشكل جريمة ضد الإنسانية، انتهكت فيها إسرائيل القوانين الدولية، وفي الوقت نفسه تعتبر جريمة غدر، شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم استخدام شاحنات الإغاثة الانسانية التي انطلقت من الرصيف العائم، الذي أنشأته أمريكا على ساحل غزة، لكن بدلا من أن تنقل الشاحنات المساعدات لأهالي مخيم النصيرات، تم إخفاء الجنود الإسرائيليين في زي عمال الإغاثة، وحملت تلك الشاحنات الموت والدمار والمتفجرات.

يقول جوناثان كوك: كان يجب أن تدين إدارة بايدن هذه المذبحة، وتعلن براءتها من المشاركة فيها، لكن جاك سوليفان مستشار الرئيس بايدن لشؤون الأمن القومي افتخر بالمذبحة، واعترف بأن الولايات المتحدة قدمت المساعدة لإسرائيل في تحديد موقع الأسرى في غزة، ومساعدة الجيش الإسرائيلي على استعادتهم.

وأثارت تعليقات سوليفان الشكوك في طبيعة المساعدات التي قدمتها أمريكا لإسرائيل في هذه العملية، وأنها لم تقتصر على العمليات المخابراتية، بل تعدتها إلى تدمير الكثير من المواقع في غزة، وأنها شاركت بشكل مباشر في مذبحة النصيرات، حيث شاركت وحدة الأسرى التابعة للجيش الأمريكي في هذه العملية.

كما بدأ المراقبون يثيرون التساؤلات حول أهداف أمريكا من إنشاء الرصيف العائم على ساحل غزة، وأن هدفه هو أن تستخدمه إسرائيل لشن غاراتها على وسط غزة. ويرى جوناثان كوك أن هؤلاء المراقبين على حق، حيث تم إصلاح هذا الرصيف قبل هذه العملية بيوم واحد، وهذا يؤكد مشاركة أمريكا في العملية، وتوفيرها الموقع الذي تم استخدامه في ارتكاب المذبحة، وهذا يعني أن أمريكا تورطت في ارتكاب جريمة إبادة.

يضيف جوناثان كوك؛ إن مشاركة الولايات المتحدة في مذبحة النصيرات ينفي عنها صفة الوسيط الأمين، ويثير الشكوك في أهداف جولات بلينكن المكوكية، وهذا ما أوضحه ماثيو ميلر المتحث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بقوله؛ إن هدف أمريكا هو إقناع حماس بحل نفسها، وهذا يعني الاستسلام مقابل وقف إطلاق النار، ووضع الشعب الفلسطيني أمام خيار الموت أو الاستسلام.


يشرح جوناثان كوك ما يطلق عليه هندسة الموت التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تقوم على التطهير العرقي والإبادة والتجويع.

لقد هندست إسرائيل مجاعة في غزة؛ بهدف تجويع سكانها حتى الموت، ودفعهم للخروج منها، وقد تضمنت مذكرة الاعتقال التي أصدرها المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية، اتهام نتنياهو بطرد السكان باستخدام المجاعة المخططة، وهذا يشكل جرائم ضد الإنسانية.

ولقد شاركت أمريكا مع إسرائيل في منع وصول الإغاثة الإنسانية، كجزء من خطة لتجويع السكان، هذه بعض الحقائق التي تشكل صدمة لكل صاحب ضمير، إنها هندسة المجاعة والموت والمذابح والإبادة والتطهير العرقي.

الشرق القطرية