نشرت مجلة
فوربس تقريرًا تناولت فيه ارتفاع
ثروة مؤسس منصة بينانس، المعروف بـ "سي زي" في أوساط متابعي
العملات المشفرة، بشكل كبير مع ارتفاع أسواق العملات المشفرة، رغم أنه يقضي فترة عقوبة في سجن لومبوك الأمريكي الأمني المفتوح، وتقدر ثروته الآن بـ 61 مليار دولار، ما يجعله من بين أغنى 24 شخصا في العالم.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السجن كان جيدًا لمؤسس منصة بينانس تشانغبينغ تشاو، نظرًا لكونه أغنى شخص خلف القضبان وأغنى شخص في مجال العملات المشفرة؛ حيث ارتفعت ثروة تشاو الصافية منذ أن أصبح مجرمًا.
ووفق المجلة؛ تعتمد ثروة "سي زي" التصاعدية على عنصرين: أولاً، تقدر قيمة حصته البالغة 90 بالمائة في بينانس، وهي بورصة العملات المشفرة الكبيرة، بـ 33 مليار دولار، رغم تنحيه عن منصبه كرئيس تنفيذي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كجزء من تسوية مع وزارة العدل الأمريكية أقر فيها بأنه مذنب في مكافحة غسيل الأموال وانتهاكات العقوبات، وقد دفعت شركته غرامة قدرها 4.3 مليار دولار للحكومة، لكن التأثير على ثروة تشاو الشخصية كان أقل حدة؛ حيث إنه لم يكن عليه سوى دفع غرامة قدرها 50 مليون دولار فقط، وفي الأشهر الستة التي تلت اعترافه، زادت منصة بينانس بالفعل من هيمنتها بين بورصات العملات المشفرة في جميع أنحاء العالم من حيث حجم التداول.
وأوضحت المجلة أن التغيير الكبير في صافي ثروة "سي زي" يأتي من ممتلكاته الشخصية في عملة بينانس المشفرة (BNB)، والتي تقدر بـ94 مليون عملة أو 64 بالمائة من إجمالي 147.5 مليون عملة بينانس متداولة، وتقدر فوربس أن بينانس تمتلك 71 بالمائة من المعروض من العملة.
ورغم المشاكل القانونية التي تواجهها البورصة؛ فقد كانت عملة بينانس في حالة من الاندفاع هذه السنة؛ حيث ارتفعت بنسبة 100 بالمائة متجاوزة العملات المشفرة الأخرى مثل البيتكوين، والإيثريوم، ووصلت مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 714 دولارًا، ما يمنحها قيمة سوقية تبلغ 110 مليارات دولار.
وأفادت المجلة بأنه تم إطلاق عملة بينانس في البداية في سنة 2017 كأداة لجمع التبرعات لـ"سي زي" لإطلاق بورصته الجديدة، وتم إنشاؤها من قبل المطورين الذين يديرون مشاريع العملات المشفرة، ورغم أنها تُتَداول في بورصات العملات المشفرة مثل الأسهم ويسعى إليها المستثمرون، إلا أنها لا تعطي أصحابها أي ملكية ولكنها تكافئُهم بخصومات للتداول أو كحافز لتجنيد أصحاب حسابات جدد، غالبًا ما يتم استخدامها باعتبارها شكلاً من أشكال الأسهم لأنه لا توجد أسهم عامة، ويبدو أن هيئة الأوراق المالية والبورصة تتفق مع ذلك؛ حيث إنها تقاضي المنصة حاليًا لبيع عملتها لعملاء الولايات المتحدة كأوراق مالية غير مسجلة.
جمع تشانغبينغ تشاو "سي زي" مخزونه من عملة بينانس بطريقتين؛ حيث إنه حصل هو والفريق المؤسس للمنصة على 80 مليون عملة من إجمالي العملات المعروضة البالغة 200 مليون عملة، ويشير تحليل الطب الشرعي الذي أجرته المجلة للمحافظ التي تلقت هذه الرموز إلى أن الشركة تمتلك 46.2 مليون من العملات الأصلية البالغ عددها 80 مليونًا، وقد حصل "سي زي" على 41.6 مليون عملة من هذه الكمية نظرًا لأن نسبته في المنصة تبلغ 90 بالمائة.
وذكرت المجلة أن العنصر الثاني لثروة "سي زي" هو أكثر غموضًا؛ فقد كشفت نتائج التحقيق الذي نشرته المجلة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أن الاكتتاب في العرض الأولي لعملة بينانس كان في البداية أقل من اللازم، ما أدى إلى قيام "سي زي" وشركته بتحويل الأسهم غير المباعة إلى المحافظ التي يسيطر عليها، وادعت بينانس أنها باعت 100 مليون عملة مقابل 0.15 دولار لكل منها بإجمالي 15 مليون دولار، لكن تحليل المجلة أظهر أنه تم بيع ما لا يزيد على الـ10.8 مليون عملة، بصافي أقل من 5 ملايين دولار.
وأشارت المجلة إلى أن بينانس لم تكشف عن ما سيحدث للرموز غير المباعة في ورقتها البيضاء الرسمية، والتي تعمل في عالم العملات المشفرة بمثابة نشرة مبدأية للمستثمرين في الطرح الأولي للعملة. وفي النهاية؛ أظهر التحليل أنه تم وضعها في محافظ مملوكة للشركة، واليوم، تُقدر هذه المحافظ بأنها تحتوي على 58 مليون عملة بقيمة 35 مليار دولار، وإن ملكية "سي زي" لـ 90 بالمائة من بينانس ستمنحه ما يزيد على الـ52 مليون عملة إضافية.
وستبلغ قيمة ممتلكات مؤسس بينانس 56.6 مليار دولار اليوم، ولكن نظرًا لضعف فرصة أن يقترب تشاو من هذا المبلغ إذا حاول البيع، فقد طبقت المجلة خصم سيولة بنسبة 50 بالمائة على حصته.
واختتمت المجلة التقرير بالقول إنه رغم ادعاء بينانس أن لديها 200 مليون عميل على مستوى العالم، ولا يُعرف سوى القليل جدًا عن الأعمال الداخلية للشركة، فهي لم تخضع أبدًا للتدقيق، ويُجرى أكثر من 53 بالمائة من إجمالي تداول عملة بينانس في البورصة الخاصة بالشركة. وفي الشهر الماضي؛ اكتسبت عملة بينانس حوالي 5 بالمائة، وهو ما يعادل حوالي 3 مليارات دولار من المكاسب لـ"سي زي"، لذلك فإنه بينما يقضي تشاو مدة عقوبته البالغة أربعة أشهر، مستمتعًا بأشعة شمس كاليفورنيا في ساحة منشأة لومبوك 2 الإصلاحية الفيدرالية؛ فإنه يشاهد ملياراته تنمو.