سلطت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية المقربة
من
حزب الله، اليوم الاثنين، الضوء على ما أعده الحزب لمواجهة أي حرب إسرائيلية
جديدة على لبنان، مؤكدة أن القتال سيكون بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف.
وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أوردها الأمين
العام لحزب الله حسن نصر الله والتي قال فيها: "لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي،
ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس
موضوعا كميا فقط، وعلى كل حال هم يفهمون ماذا أقول".
وأكدت الصحيفة أن "عبارات التحدي هذه وردت بخطاب نصر الله، وجاءت على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور
العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة
الحرب الشاملة".
وتابعت: "هو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة
ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج
رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي
يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر
عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا
مع عدو مثل إسرائيل، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها".
ولفتت إلى أنه "بعد ثمانية أشهر من حرب
الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات
الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد
الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية
جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم
بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فسيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد
جديدة".
وأوضحت الصحيفة أن "الجديد اليوم هو أن العدو
وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في
غزة، وهو يبحث عن
آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما
يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي - عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن
يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة
(ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب
الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير
المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة".
واستدركت: "لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة.
فهو كان يفترض أن الأمريكيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان
«الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية
استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في
زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في
اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق
النار في جبهات الإسناد".
وذكرت أنه "لمّا أيقن العدو أن الأمور لا تسير
على هذا النحو، رفع الصوت عالياً، داخل الكيان من جهة، ومع حلفائه الغربيين وغير
الغربيين من جهة ثانية. ويلخّص قادة العدو موقفهم بمخاطبة الوسطاء: «اذهبوا وجِدوا
الطريقة ليوقف حزب الله إطلاق النار ضدنا في الشمال، أو سنتولى الأمر بأنفسنا».
ويحلو لبعض الموفدين التعبير عن هذه الفكرة بشيء من الاستعلاء، انطلاقاً من
قناعتهم، بأن العدو إن قرر معالجة الأمر بنفسه، فهذا يعني أن على لبنان انتظار
مشاهد كالتي شاهدها العالم في غزة".
وشددت الصحيفة على أنه "بعيداً عن أشكال التهويل
القائمة إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، فإن واقع الأمور لا يحسم، بصورة غير قابلة
للجدل، بقدرة العدو على شن حرب كبيرة على لبنان. وثمة فارق كبير بين أن تقول له أمريكا
بأننا سنقف إلى جانبك في حالة الحرب مع لبنان، وأن تقول له: اذهب إلى الحرب ونحن
إلى جانبك. هذا مع العلم أنه لا يوجد في غرفة القرار لدى المقاومة أي وهم بأن أمريكا
ستترك الكيان وحدَه".