صحافة دولية

تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية: قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مكتبنا في غزة

جيش الاحتلال نفى تورطه باستهداف مكتب وكالة الصحافة الفرنسية- إكس
رجح تحقيق أجرته وكالة الصحافة الفرنسية مع وسائل إعلام دولية، أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب الوكالة في غزة الذي لحقت به أضرار جسيمة يوم الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

واستند التحقيق الذي نشر الثلاثاء، إلى لقطات وتسجيلات صوتية رصدتها مباشرة كاميرا تابعة لوكالة الصحافة الفرنسية، كانت تقوم ببث مباشر، بالإضافة إلى صور للشظايا التي أُخذت بعد القصف، فضلا عن تحليل للقطات عبر الأقمار الاصطناعية.

وذكرت الوكالة، أن خمسة خبراء رجحوا أن يكون المكتب قد أصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية، وهو سلاح لا تمتلكه الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة كما أنهم استبعدوا حصول ضربة جوية أو بواسطة مُسيَّرات، نظراً إلى الأضرار اللاحقة.


واستبعد خبراء بدرجة جيدة من اليقين فرضية الصاروخ أو القذيفة الصاروخية المضادة للدروع، وهي ذخائر تملكها حركة حماس.



وعمل على التحقيق 50 صحافيا من 13 مؤسسة، من "الغارديان" و"دير شبيغل" و"لوموند" وشبكة "أريج" العربية للصحافة الاستقصائية، على مدى 4 أشهر، تحت إشراف شبكة "فوربدين ستوريز" الدولية للصحافيين المتخصصين بالتحقيقات الاستقصائية.

وفي الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هزت عدة انفجارات برج الغفري الذي يضم مكتب وكالة الصحافة الفرنسية حيث أدى الانفجار لفجوة كبيرة في الواجهة وتدمير قاعة الخواديم في الطابق الحادي عشر، حيث سجل البث المباشر للوكالة أصوت أربعة انفجارات في المكان.

وقد صورت الكاميرا المنصوبة على شرفة الطابق العاشر الانفجارات والشظايا التي تساقطت، حيث تظهر عدة ومضات على مسافة من المكتب قبل ثوانٍ من وقوع الانفجارات في المبنى وحوله.

وأقام عدة خبراء رابطاً بين هذه الومضات التي تشكل على الأرجح مصدر النيران، والانفجارات، وبناء على لقطات الأضرار والفتحة الكبيرة في واجهة المبنى وآثار الشظايا على الجدران والركام، رجح خمسة خبراء أن الأمر يتعلق بقذيفة دبابة.



وحول مكان مصدر النيران، أظهر تحليل أجراه الصحافيون المشاركون، بالاستناد إلى احتساب سرعة الصوت وصور الأقمار الاصطناعية، أن الإطلاق تم من مسافة نحو 3 كيلومترات شمال شرقي المكتب. ورأى عدة خبراء استشارتهم وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الحسابات متينة ومتماسكة.


وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نفى تورطه باستهداف المبنى وتحدث عن احتمال أن تكون ضربة في الجوار خلفت شظايا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد جيش الاحتلال للوكالة، أن مكتبها لم يكن هدفا للهجوم والأضرار اللاحقة قد تكون ناجمة عن العصف أو عن شظايا.

وأضاف أن آلية التحقيق والتقييم في هيئة الأركان -وهي جهاز للتحقيق الداخلي- تنظر في الحادث. وتبقى أسئلة مهمة عالقة نظراً إلى شبه استحالة التحقيق على الأرض بسبب الحرب.