بموازاة
المعركة العسكرية والميدانية التي تخوضها قوى
المقاومة على كل الجبهات في فلسطين
ولبنان واليمن والعراق، حرص قادة محور المقاومة على إطلاق سلسلة لقاءات حوارية مع
العديد من الكتّاب والمفكرين والمحللين السياسيين العرب، وذلك بهدف وضع قادة الرأي
العام في أجواء المعركة المستمرة منذ حوالي تسعة أشهر، وآفاق هذه المعركة ونتائجها.
فخلال
جلسات المؤتمر القومي العربي الذي عقد في بيروت في أواخر الشهر الماضي وأوائل
الشهر الحالي، شارك العديد من قادة المحاور في جلسة الافتتاح وفي الجلسات الحوارية،
وقُدّمت خلال المؤتمر العديد من الدراسات والتقارير حول نتائج معركة طوفان الأقصى
ودلالاتها والتحديات التي تواجهها، وآفاق المرحلة المقبلة.
كل هذه اللقاءات والنشاطات والحوارات تؤكد أهمية الدور الإعلامي والفكري والسياسي في مواكبة معركة طوفان الأقصى إلى جانب المعركة الميدانية المتواصلة منذ حوالي تسعة أشهر
وفي
لقاء حواري خاص في بيروت وبدعوة من الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين،
وبحضور حوالي 150 شخصية إعلامية وأكاديمية من
لبنان وعدد من الدول العربية، قدّم
نائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جردة حساب شاملة لدور حزب الله في معركة
طوفان الأقصى والإنجازات التي تحققت حتى الآن، وآفاق المعركة المقبلة. وأكد قاسم أن
الحزب لا يريد الذهاب إلى حرب واسعة وسيظل حريصا على إبقاء عملياته في إطار الرد
الموضعي، لكنه مستعد للذهاب إلى هذه الحرب في حال قرّر العدو الإسرائيلي شنّها.
وبدعوة
من منتدى التفكير الاستراتيجي والذي يضم عشرات الكتّاب والمحللين والإعلاميين العرب،
عُقد لقاء حواري شامل شارك فيه قادة المقاومة وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي
لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث تم تقديم عرض شامل لمعركة طوفان الأقصى والرؤية
المستقبلية للمعركة الدائرة اليوم والتحديات التي تواجهها قوى المقاومة، كما يقوم
مركز الزيتونة للدراسات والتوثيق (وهو من أهم مراكز الدراسات العربية المعنية
بالشأن الفلسطيني) إلى جانب مراكز دراسات وأبحاث عربية أخرى، ومنها مؤسسة الدراسات
الفلسطينية ومركز باحث والمركز العربي لدراسة السياسات ومركز الحضارة لتنمية الفكر
الإسلامي، بعقد سلسلة لقاءات حوارية لتقييم معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها
السياسية والإعلامية والفكرية.
كل
هذه اللقاءات والنشاطات والحوارات تؤكد أهمية الدور الإعلامي والفكري والسياسي في
مواكبة معركة طوفان الأقصى إلى جانب المعركة الميدانية المتواصلة منذ حوالي تسعة أشهر،
فما هي أبرز خلاصات هذه اللقاءات الحوارية؟ وكيف تنظر قوى محور المقاومة إلى آفاق
المعركة؟
هذه
أبرز الخلاصات التي يمكن التوصل إليها من خلال هذه اللقاءات:
أولا:
على صعيد تقييم المعركة حتى الآن: حققت معركة طوفان الأقصى إنجازات مهمة، فقد كان
هناك مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، والمعركة تحولت إلى معركة وجودية للكيان
الصهيوني. ورغم التضحيات والدمار فالمقاومة صامدة ومحور المقاومة أصبح أكثر قوة
وانسجاما، وهو يشارك في المعركة بشكل كامل ولن يترك الشعب الفلسطيني لوحده.
والمعركة جعلت القضية الفلسطينية أهم قضية على الصعيد الدولي، وهناك نتائج مهمة
دولية وستكون النتائج النهائية لصالح الشعب الفلسطيني.
هناك تواصل وتنسيق دائمان بين قوى المقاومة ولا توجد أية إشكالات في العلاقة بين قوى المقاومة، وحرصت قوى المقاومة على الأخذ بالاعتبار الواقع الداخلي لكل بلد في تحديد طبيعة الدور وآليات المساندة
ثانيا:
حول دور حزب الله وجبهات المساندة في المعركة: لقد قرر الحزب إلى جانب قوى
المقاومة في اليمن والعراق أن يكون دورهم في إطار الإسناد، ولم يتم اتخاذ القرار بأنها
معركة التحرير الشامل اليوم، وحددت قوى المقاومة طبيعة المعركة والحدود التي يتم
العمل على أساسها في كل الجبهات، وتقوم قيادات المقاومة بشكل دائم بتقييم نتائج
المعركة وتحديد الثغرات وتطوير الأداء وفقا للمعطيات الميدانية والسياسية.
وهناك
تواصل وتنسيق دائمان بين قوى المقاومة ولا توجد أية إشكالات في العلاقة بين قوى
المقاومة، وحرصت قوى المقاومة على الأخذ بالاعتبار الواقع الداخلي لكل بلد في
تحديد طبيعة الدور وآليات المساندة، ففي لبنان مثلا هناك قوى لبنانية لن ترضى عن
المقاومة مهما فعلت، وهناك قوى أخرى تتعاطى بإيجابية مع أداء حزب الله وحصل تطور
مهم في مواقفها. والعلاقات على صعيد الساحة الإسلامية جيدة جدا وقد تراجع الخطاب
المذهبي، وما قام به حزب الله كان فعلا استباقيا لمواجهة أي عدوان إسرائيلي كبير
وما حققه حتى الآن مهم جدا، والقاعدة نفسها تنطبق على ما يجري في اليمن والعراق.
ثالثا:
حول الاحتمالات المستقبلية: إن قوى المقاومة لا تريد حاليا الذهاب إلى حرب واسعة،
ولكن إذا وسّع العدو الإسرائيلي المعركة فكل قوى المقاومة جاهزة للذهاب إلى الحرب
الكبرى، ولن تتخلى عن دورها في مساندة الإخوة في
غزة مهما حصل. لقد استخدمت قوى
المقاومة حتى الآن قسما محددا من قدراتها وإمكانياتها، وكل يوم هناك تطوير في الأداء
والكشف عن أسلحة جديدة وزيادة حجم العمليات وفقا لمتطلبات المعركة، وقوى المقاومة
مستمرة في المعركة ومطمئنة بأنها ستنتصر، وهي ليست معركة الضربة القاضية لكنها
معركة الربح بالنقاط.
يرفض قادة محور المقاومة الدخول في تفاصيل أداء المقاومة وخياراتها الميدانية في حال تطورت الحرب، لكنها تؤكد على الاطمئنان لقدرات المقاومة في فلسطين وفي لبنان وعلى صعيد محور المقاومة، وتعتبر أن القرار الأخير حاليا يعود للأمريكيين والإسرائيليين حول نهاية الحرب ومستقبل المفاوضات، لكنهم مطمئنون بأن قوى المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات
رابعا:
ليس لدى قوى المقاومة مشروع نهائي لليوم التالي، وهي تنتظر نتائج المعركة ومستعدة
للانفتاح على كل الخيارات والدعوات الوطنية، سواء داخل فلسطين أو في العالم العربي.
ولا تريد قوى المقاومة الدخول في صراعات قُطرية أو فتح معارك جانبية، وهي تركز على
المعركة في الميدان لأنها الأساس في تحقيق الانتصار مع مواكبة المتغيرات الإقليمية
والدولية والتي تصب لصالح القضية الفلسطينية ومستقبلها.
ويرفض
قادة محور المقاومة الدخول في تفاصيل أداء المقاومة وخياراتها الميدانية في حال
تطورت الحرب، لكنها تؤكد على الاطمئنان لقدرات المقاومة في فلسطين وفي لبنان وعلى
صعيد محور المقاومة، وتعتبر أن القرار الأخير حاليا يعود للأمريكيين والإسرائيليين
حول نهاية الحرب ومستقبل المفاوضات، لكنهم مطمئنون بأن قوى المقاومة جاهزة لكل
الاحتمالات وهي ستنتصر في النهاية مهما طالت الحرب.
من
يشارك في هذه اللقاءات الحوارية والنقاشات الدائرة مع قادة المقاومة في فلسطين
واليمن ولبنان والعراق، وكذلك مع المفكرين العرب والمحللين السياسيين والإعلاميين،
يدرك حجم الإنجازات التي تحققت حتى الآن رغم حجم التضحيات الكبيرة والعدد الكبير
من الشهداء والجرحى في كل ساحات المقاومة، لكن في الوقت نفسه يشعر بحجم التحديات
التي تواجهها قوى المقاومة في المرحلة المقبلة والحاجة إلى مواكبة هذه المعركة
الكبرى؛ لأنها لن تحدد فقط مستقبل القضية الفلسطينية بل مستقبل العالم العربي والإسلامي
والعالم أجمع، فهل نكون بمستوى هذا التحدي؟ وماذا ينتظرنا في الأيام القادمة؟
x.com/kassirkassem