حقوق وحريات

موقف صادم.. فلسطيني أفرج عنه الاحتلال يتفاجأ باستشهاد 24 من أفراد عائلته (شاهد)

تفاجأ بعد الإفراج عنه من قبل الاحتلال الإسرائيلي باستشهاد 24 فردا من عائلته- جيتي
تفاعل عدد متسارع من رواد موقع التواصل الاجتماعي "إكس" مع مقطع فيديو نشر على حساب المركز الفلسطيني للإعلام، يكشف معاناة درويش محمد قنديل، وهو من سكان خان يونس،  تفاجأ بعد الافراج عنه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، باستشهاد 24 فردا من عائلته.

ويقول محمد قنديل، وهو  ممسك بأرجوحة ابنه الصغير، وبنبرة امتزج فيها الألم والبكاء الصامت بالصمود: "ولدي الصغير ما هو ذنبه؟". ويروي متابعا: "أنا درويش محمد قنديل، من سكان خان يونس، تم اعتقالي بتاريخ 5 شهر 12، أنا وأخوي.. ولنا أخ آخر لا يزال مسجونا".

وأضاف: "تركت في هذا البيت كافة أهل بيتي، عددهم 24 فردا، من ضمنهم الوالدة وزوجتي وبناتي وأولادي، الله يرحمهم جميعا"؛ مردفا بالقول: "لما خرجنا من السجن، تفاجأنا بعد أربعة أشهر من الفقدان لهم، اكتشفنا أنهم بأكملهم أصبحوا أشلاء هنا في هذا البيت، تحت الردم، كلهم تم إخراجهم وهم أشلاء".

"على الرغم من أن هذه كانت من مناطق الأمان، التي قال عندها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم غدروا فيهم"، كما قال المتحدث نفسه، مستطردا بأن "أخويا دكتور صيدلي هو وزوجته وبناته الثلاث وابنه كلهم انمحوا من السجل المدني، وزوجتي ووالدتي وبناتي وأبنائي؛ بينهم 17 طفلا دون الـ16 سنة، وأربع نساء".

وأضاف: "أبكي ألما على فقدان عيلتي، الكل راح شهيدا، الكل طلعوا أشلاء ومتحللين، الكل استشهد؛ كل ركن في البيت فيه ذكرى"، وقال: "والله العظيم ما برضى أدخل هذا البيت، بعد 24 سنة زواج، وابنتي كانت فرحة بحصولها على الباكالوريا وولوجها للجامعة؛ فجأة أصبحت وحدي، ما هو ذنبي وما هو ذنب الأطفال ممن أعدموا جميعا بدم بارد؟ هذا شيء مؤلم جدا".


وكان قنديل، يتكلّم بحسرة وألم، وخلفه حائط صامد من منزل سوّي بالأرض، في خان يونس، كُتب بالخط الأسود العريض "مجزرة قنديل"، فيما تم وصف تفاصيل عملية انتشال الجثث من تحت الركام، بكتابة: "تم انتشال 5، باقي 19 شهيدا (نساء وأطفالا). وبجانبه كتب: "24 شهيدا"، وتحتها: "22 شهيدا من النساء والأطفال". 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حربا دموية هوجاء، على كامل قطاع غزة المحاصر، خلّفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه، على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.