نفى مصدر مسؤول بحركة
حماس
صحة التصريحات التي نقلتها وكالة "فرانس برس"، أن الحركة قرّرت وقف
المفاوضات
مع الاحتلال
الإسرائيلي، قائلا: "هذه أنباء غير صحيحة؛ فنحن لم نتخذ قرارا
كهذا حتى الآن، وفي حال قرّرنا وقف أو تعليق المفاوضات فسنعلن ذلك بشكل
رسمي".
وكانت وكالة "فرانس برس" قد نقلت عن مَن وصفته بأنه "قيادي كبير
في حماس"، قوله إن "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أبلغ
الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية، بقرار حماس وقف
المفاوضات".
والسبت، أجرى هنية اتصالات مع الوسطاء وبعض الدول الإقليمية في ضوء المجازر
الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال، السبت، في منطقتي مواصي خان يونس جنوب قطاع
غزة،
ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وبحسب بيان للحركة، أكد هنية أن رئيس
وزراء الاحتلال،
بنيامين نتنياهو، يضع العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق وقف
إطلاق نار وتبادل الأسرى في غزة.
وأضاف المصدر المسؤول بحركة حماس لـ"عربي21": "نحن كحركة قدّمنا
سابقا مقترحاتنا للوسطاء المعنيين، وهذه المقترحات لا تزال بين أيدي الوسطاء والاحتلال،
ونترقب الرد عليها، ولا يزال الأمر مفتوحا حتى الآن".
وتابع: "نحن معنيون بالوصول إلى اتفاق جاد، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب
مواقفنا الثابتة والراسخة من إنهاء العدوان والاحتلال الصهيوني، ويأتي ذلك رغم أن
الاحتلال يثبت كل يوم أنه غير جاد على الإطلاق في إتمام صفقة المفاوضات، ويتعمد
إجهاض كل المحاولات في هذا الصدد".
وزاد المصدر بحركة حماس: "لن نمنح نتنياهو ما يسعى إليه من التهرب من
استحقاق المفاوضات في تلك اللحظات الفارقة".
واستطرد قائلا: "لقد طرحنا أفكارا إيجابية من شأنها إحداث اختراق في الانسداد
التفاوضي، لكن الجديد بهذا الخصوص سيكون بموقف الاحتلال، وبالتالي فالكرة الآن في
ملعب نتنياهو وحكومته المتطرفة".
وقال: "الوسطاء مُطالبون بالوقوف عند
ضرورة الحزم في إلزام العدو بما تم الاتفاق عليه من خلال ما نُقل على أساس أنه
مقترح إسرائيلي أمريكي"، مشيرا إلى أن "نتنياهو يريد أن يضيف على هذا الاتفاق ملاحظات في اللحظة
الأخيرة مُعتبرا إياها خطوطا حمرا".
وأشار إلى أن "ما قدّمه الرئيس الأمريكي جو بايدن شفهيا مُختلف عما قدّمه
نتنياهو كتابيا، وأنه لا جديد فيما قُدم إلينا يتطلب منا تغيير موقفنا"،
مُشدّدا على أن "نتنياهو لا يزال مُصرّا على غلق باب المفاوضات من أجل التهرب
من استحقاق الاتفاق المأمول".
واختتم المصدر تصريحاته لـ"عربي21"، بقوله: "في المحصلة، الكلمة
الأخيرة في الميدان لمَن يحمل السلاح ويدافع عن شعبه وأرضه، وهذا تكامل بين المشهد
الميداني البطل وبين المشهد السياسي الذي يُدار بذات الكفاءة التي تُدار بها المعركة
الميدانية".
وفي وقت لاحق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار لدى حركة حماس بوقف المفاوضات، رداً على مجزرة المواصي غرب خانيونس، لا أساس له من الصحة.
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها قطر ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة،
التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق
النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حركة حماس بوقف العدوان الإسرائيلي الذي دخل شهره العاشر على التوالي.