يتوقع
العلماء أن يبلغ عدد سكان
الأرض ذروته عند
10.3 مليار نسمة في منتصف ثمانينيات القرن الحالي، وهو ما يعني أن الكرة الأرضية
ستصبح أكثر ازدحاما، وتتجه إلى
انفجار سكاني في غضون سنوات قليلة.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية؛ إنه
في السنوات الـ75 التي تلت الخمسينيات من القرن الماضي، تضاعف عدد سكان الأرض أكثر
من ثلاثة أضعاف ليصل إلى عدد مذهل يبلغ 8.2 مليار نسمة حاليا.
والآن، يشير تقرير
التوقعات السكانية العالمية لعام 2024 الصادر عن الأمم المتحدة، إلى أن عدد سكان كوكبنا سوف ينمو بما يزيد على ملياري نسمة في العقد المقبل.
ومع ذلك، يتوقع العلماء أن سنوات النمو السريع قد
تنتهي بحلول منتصف ثمانينيات القرن الحالي.
واعتبارا من عام 2024 وصلت 63 دولة، بما في ذلك
الصين وألمانيا واليابان، بالفعل إلى ذروة عدد سكانها، ومن المقرر أن تصل 126 دولة
أخرى إلى الذروة بحلول النصف الثاني من القرن.
وقال جون ويلموث، رئيس قسم السكان بالأمم المتحدة:
«هذا تغيير كبير مقارنة بتوقعات الأمم المتحدة منذ عقد مضى». ويتنبأ أحدث تقرير
للأمم المتحدة، باحتمال بنسبة 80 في المئة أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته قبل
نهاية هذا القرن.
ويمثل هذا تغيرا كبيرا عما كان عليه الحال قبل عقد
من الزمن، عندما حددت الأمم المتحدة فرصة بنسبة 30 في المئة فقط، بأن يصل عدد سكان
العالم إلى ذروته قبل عام 2100.
ومن بين عوامل عديدة، فإن أحد أكبر الاتجاهات التي
تحرك هذا التنبؤ المنقح، هو انخفاض معدلات الخصوبة، وخاصة في البلدان المكتظة
بالسكان مثل الصين.
ومن المتوقع الآن أن ينخفض عدد
سكان الصين، التي كانت ذات يوم الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، من 1.4 مليار
نسمة اليوم إلى 633 مليون نسمة فقط بحلول عام 2100.
وانخفض معدل الخصوبة في الصين، أي عدد الأطفال
الأحياء المولودين لكل امرأة، إلى ما دون الحد المسموح به، ليحل محل السكان في
أواخر التسعينيات ولم ينتعش منذ ذلك الحين.
وفي مختلف أنحاء العالم، ترسم البيانات صورة مماثلة،
حيث بدأت معدلات الخصوبة في الانخفاض إلى ما دون معدل 2.1 طفل لكل امرأة، وهو
المعدل اللازم للحفاظ على النمو السكاني.
وفي المتوسط، تنجب النساء أطفالاً أقل مما كان عليه
الحال في عام 1990، ومن المتوقع أن تنخفض الخصوبة في أكثر من نصف بلدان العالم إلى
ما دون عتبة 2.1 طفل لكل امرأة.
وفي بعض المناطق، تتوقع الأمم المتحدة أن يجعل هذا
من الهجرة المصدر الرئيسي للنمو السكاني.
ويقول لي جونهوا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة
للشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «في بعض البلدان، أصبح معدل المواليد الآن أقل مما
كان متوقعا في السابق، ونحن نشهد أيضا انخفاضات أسرع قليلا في بعض المناطق ذات
الخصوبة العالية".
وفي جميع البلدان الـ63 التي من المتوقع أن تكون قد
تجاوزت ذروتها بالفعل، من المتوقع أن ينخفض عدد
السكان بنسبة 14 في المئة في السنوات الثلاثين المقبلة.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل عدد السكان في
بريطانيا إلى ذروته حوالي عام 2072 ليصل إلى 76.068.383 مقارنة بـ69.138.192 في
عام 2024. وبحلول عام 2100 من المتوقع أن ينخفض عدد
سكان بريطانيا بشكل طفيف ليصل إلى 74.305.411 نسمة.
ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة، إلى جانب
126 دولة أخرى بما في ذلك الهند ونيجيريا وباكستان، في النمو حتى عام 2054، وأن تصل
إلى ذروة عدد السكان في النصف الثاني من القرن.
ومع ذلك، تتوقع الأمم المتحدة أن تشهد تسعة بلدان في
هذه المجموعة، بما في ذلك أنغولا وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو ونيجيريا
والصومال، نموا سريعا للغاية في العقود المقبلة. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان
كل من هذه البلدان التسعة بين عامي 2024 و2054 قبل أن يصل إلى ذروته.
وقالت كاثلين موجيلجارد، الرئيس والمدير التنفيذي
لمعهد السكان ومقره واشنطن؛ إن التقديرات الجديدة تؤكد «الفجوة الديموغرافية
المتزايدة حول العالم".
وقالت؛ إنه في حين أنه حدد أكثر من 100 دولة ومنطقة
وصل عدد سكانها بالفعل إلى ذروته أو سيصل إلى ذروته في السنوات الثلاثين المقبلة،
فإنه يوضح بشكل أكبر الأماكن التي سيستمر فيها النمو السكاني، والعديد منها من بين
أفقر دول العالم.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يؤدي النمو السكاني السريع
في البلدان منخفضة الدخل، إلى زيادة التحدي المتمثل في القضاء على الفقر والجوع في
البلدان التي تواجه تحديات اقتصادية وبيئية حادة.
كما أن الأنماط المتغيرة في معدلات المواليد، سوف
تسبب تحديات في البلدان الأكثر ثراء، حيث يؤدي انخفاض معدلات المواليد وارتفاع
متوسط العمر
المتوقع، إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للعالم بشكل جذري.
وبحلول عام 2080، تتوقع الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص
الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما سيفوق عدد الأطفال دون سن 18 عاما، ما قد يؤدي
إلى حدوث أزمة رعاية اجتماعية وتقلص القوى العاملة.
ومع ذلك، يشير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة
السيد جونهوا أيضا، إلى أن تقلص عدد سكان العالم يمكن أن يكون قوة من أجل الخير.
ويقول؛ «إن القمة السابقة والأدنى هي علامة تبعث على
الأمل. وهذا قد يعني انخفاض الضغوط البيئية الناجمة عن التأثيرات البشرية بسبب
انخفاض الاستهلاك الكلي. ومع ذلك، فإن تباطؤ النمو السكاني، لن يلغي الحاجة إلى
تقليل متوسط التأثير
الذي يُعزى إلى أنشطة كل فرد".
وبالنظر إلى المستقبل، يقارن التقرير الدول العشر
الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم اليوم، مع توقعاتهم للدول العشر الأكثر اكتظاظا بالسكان في عام 2100.
وتتصدر الهند كلتا القائمتين تليها الصين، على الرغم
من أن عدد سكانها كان أقل بكثير في مطلع القرن. وتحتل الولايات المتحدة المركز
الثالث اليوم، ولكن تحل محلها باكستان في عام 2100، وتهبط إلى المركز السادس خلف
نيجيريا في المركز الرابع والكونغو في المركز الخامس.
وتأتي إثيوبيا وإندونيسيا وتنزانيا وبنغلاديش مباشرة
بعد الولايات المتحدة في عام 2100. والبرازيل، التي تعد سابع أكبر دولة من حيث عدد
السكان اليوم، تهبط إلى المركز الثاني عشر في نهاية القرن.
ويضيف جون ويلموث، أنه لا أحد يعرف كيف سيكون العالم
عندما يصل عدد سكانه إلى ذروته في ثمانينيات القرن الحادي والعشرين، ومن المرجح أن
يكون عدد السكان مجرد جزء واحد منه «ولكن ليس بالضرورة الجزء الأكبر أو الجزء
المحدد». وقال ويلموث: «ما يهم حقّا، هو سلوكياتنا والاختيارات التي نتخذها".