هنيئا لإسماعيل الذي أسلم وجهه لمولاه وتلّ
جبينه لحكم الله مستعصما بقول ربه "فافعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من
الصابرين".
من يبكي "اسماعيل هنية" فالأولى
أن يبكي نفسه، فهنية ممن هم "فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين
لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون() يستبشرون بنعمة من الله
وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين"
إنْ كان منّا من يبكي هنية، فهنيّة ممن
"صدقوا ما عاهدوا الله عليه () فمنهم من قضاء نحبه ومنهم من ينتظر() وما
بدلوا تبديلا".
هنية ارتقى إلى مرتبة أولئك السادة الشهداء
والأشراف أولئك الـ"أحياء عند ربهم يرزقون" فالشهادة هِي لَدرجةُ
النيشان والوسام الأعلى في عقيدة المسلمين وفي معسكر الإيمان، فالمسلم يعمل في
الدنيا ويكد ليجزيه اللهُ الجزاء الأوفى؟ وليس من أبهى النواشي والأوسمة،
"والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم".
فأبك نفسَك وأبْك عليها لما فرطت في جنب
الله، ولا تبْك هنية وإخوانه الذين صدقوا عهدَهم وباعوا انفسهم قبْل مالِهم لله
ولدينه، وتذكر أنك على الموعد المحتوم القريب حيث "أينما تكونوا يدرككم الموت
ولو كنتم في بروج مشيدة".. موعد وأجل وإن هربت منه و"كنتم في بيوتكم
لبرز الذين كُتب عليهم القتْل إلى مضاجعهم وليبتليَ الله ما في صدوركم وليمحّص ما
في قلوبكم".
هنية وإخوانه واثقوا اللهَ ميثاقا،
"ومن أصدق من الله قيلا".
هنيئا لمن كانت كينونتُه في الدنيا خشية
الله ورجاء رحمته فهو ملازم كتاب ربه في الدنيا لا يخشى غيره في أبهى صور العبودية
والحرية متطلعا لملاقاة ربه ليسبغ عليه نعمه في الدنيا والآخرة.
هنيّة أوفى بعهده فقدم من بنيه وإخوانه شهداء والتحق بهم يرجو "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهينا" طامعا في دعاء من يسبحون حول العرش "جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجها وذرياتنا والملائكة يدخلون عليهم من كل باب() سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار".
هنيّة أوفى بعهده فقدم من بنيه وإخوانه
شهداء والتحق بهم يرجو "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهينا" طامعا في دعاء من
يسبحون حول العرش "جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجها وذرياتنا
والملائكة يدخلون عليهم من كل باب() سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار".
قل لتلك الأبواق التي تتزعم بكذبٍ قضيةَ المسلمين، أولئك الذين
يتاجرون بها ويأكلون ثمن دماء أبنائها في
بطونهم "لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى".
يا ترى من صدق قول الله فيه "إنا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" . "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين()
إنهم لهم المنصورون () وأن جندنا لهم الغالبون".
فاصبر واعلم فما صبرك إلا بالله وأن الصبر
مفتاح للنصر وأن الصبر من عزم الأمور، فأمر الله واقع لا محال، وإرادتك من إرادة
الله، وقدرك قدر الله فيك "فاصبر إن وعد الله حق"، وضع بين عينيك قوله
"يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين () ولا
تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون () ولنبلونكم بشيء من
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين () الذين إذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون () أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون".
واطمئن فإنك المنتصر "قل هل تربصون بنا
إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا
فتربصوا إنا معكم متربصون"..
فرُحى نصر أمة الإسلام يدور حول قوله
"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"..
تقبل الله هنيّة واخوانه من الشهداء الأبطال
والحقنا بهم ونحن نقترف آثار الصالحين..