تقترب صخرة
فضائية ضخمة بسرعة كبيرة من
الأرض في غضون بضع سنوات، بسرعة أكبر بعشر مرات من
الرصاصة.
وبحسب صحيفة
"
واشنطن بوست" الأمريكية، أن هذه هي المرة الأولى التي يقترب فيها
كويكب
بهذا الحجم بما يكفي ليراه الناس في أجزاء من أوروبا الغربية وأفريقيا وهو يحلق
عبر السماء مثل نجم سريع الحركة، دون الحاجة إلى تلسكوبات أو مناظير فاخرة، سيتمكن
حوالي 2 مليار شخص من مشاهدة هذا الحدث النادر.
وستحلق الصخرة
الفضائية بالقرب من الأرض بشكل مخيف يوم الجمعة 13 نسيان / أبريل 2029، حيث يُطلق
على الكويكب اسم أبوفيس، وسيقترب من الأرض أكثر من الأقمار الصناعية التي تجعل
مراقبة الطقس ممكنة، وأقرب بنحو 10 مرات من القمر.
وقال أستاذ علوم الكواكب
في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ريتشارد بينزيل، "إن الطبيعة تقوم بهذه
التجربة التي تحدث مرة واحدة كل عدة آلاف من السنين من أجلنا، ويتعين علينا أن
نكتشف كيفية المشاهدة".
يعد أبوفيس فرصة
فريدة من نوعها لدراسة الكويكبات بشكل لم يسبق له مثيل، إن إلقاء نظرة عن قرب على أبوفيس
سيساعد العلماء على معرفة كيفية حماية كوكبنا ضد كويكب يريد توجيه لكمة إلى الأرض
في المستقبل.
لكن البعثات إلى
الفضاء تستغرق سنوات للتطور، وهناك أقل من خمس سنوات قبل أن يقترب أبوفيس من الأرض.
تعرف على أبوفيس
يُظهِر هذا
المحاكاة كيف يتوقع العلماء أن يظهر أبوفيس لمركبة الفضاء OSIRIS-APEX عندما
تقترب من الكويكب لأول مرة من مسافة حوالي 30 ميلاً، وتجمع المحاكاة بين نموذج
راداري لأبوفيس وتفاصيل سطحية اصطناعية تستند إلى أسطح كويكبات مماثلة.
يبلغ عرض أبوفيس
تقريبًا مثل ارتفاع برج إيفل، ورغم أن العلماء ليس لديهم صور للكويكب حتى الآن،
فقد استخدموا بيانات الرادار لاستنتاج أن شكل أبوفيس يشبه الفول السوداني تقريبًا.
في حين أن
الصخرة - التي يعتقد العلماء أنها ذات فصين - تمارس عملها بسلام في الفضاء، إلا أن
هذا لم يكن الحال عندما اكتشفها العلماء في يونيو 2004 في مرصد كيت بيك الوطني.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، حسب الباحثون احتمالية بنسبة 2.7% أن يكون اصطدام
الكويكب بالأرض في عام 2029 تصادمًا عنيفًا، وليس تحليقًا غير ضار.
وقالت العالمة
الرائدة في مهمة
ناسا إلى أبوفيس المسماة أوزيريس-أبيكس دانييلا ديلاجيوستينا،
"إذا واجه منطقة مأهولة بالسكان، فيمكنه تدمير مدينة بحجم نيويورك".
ترك أبوفيس
انطباعًا أوليًا سيئًا للغاية على العالم لدرجة أنه سُمي على اسم إله الظلام
والفوضى المصري.
لم يتمكن
العلماء من استبعاد اصطدام أبوفيس بالأرض لمدة 100 عام على الأقل حتى مارس 2021.
باستخدام هوائي راديو بطول 230 قدمًا في كاليفورنيا، جمع العلماء البيانات التي
يحتاجون إليها لمسح اسم أبوفيس وإزالته من جدول مخاطر الاصطدام التابع لوكالة
ناسا، وهي قائمة بالكويكبات التي لديها بعض الفرص للتأثير على الأرض في القرن
المقبل.
ويقترب أبوفيس
من الأرض على مسافة 20 ألف ميل - أو أقل أو أكثر من ذلك بقليل. عندما يقترب جسمان
في الفضاء، فإنهما يمارسان قوى على بعضهما البعض. تمامًا كما تتعرض الأرض لقوى
المد والجزر التي يولدها القمر، سوف يشعر أبوفيس بقوى المد والجزر التي تولدها
الأرض.
بينما تتسبب
جاذبية القمر في حدوث مد وجزر مرتفع على الأرض، فإن جاذبية الأرض قد تتسبب في حدوث
زلازل كويكبية صغيرة على أبوفيس. سيمثل تحليق أبوفيس بالقرب من الأرض أول فرصة
لمشاهدة النشاط الزلزالي على كويكب.