أفادت
هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الاثنين، بأن إدارة سجن "الرملة" تستمر في ممارسة التضييق على الأسرى، متجاهلة احتياجاتهم الصحية التي تتطلب رعاية خاصة، حيث تتعمد استخدام إصاباتهم وأمراضهم كوسيلة لتعذيبهم وقتلهم ببطء.
وأوضح محامي الهيئة الذي زار مستشفى سجن "الرملة" أمس الأحد، أن الأسير جهاد برقان (36 عامًا) من القدس يواجه خطر فقدان بصره في أي لحظة نتيجة لعدم تلقيه الحقن الدورية التي كان يعتمد عليها لعلاج عينيه، إضافة إلى معاناته من مرض السكري ومشاكل في الكلى.
وأشار المحامي إلى أن الإهمال الطبي المتعمد وحرمان برقان من أدويته أديا إلى تدهور حالته الصحية بشكل حاد، ما استدعى نقله إلى مستشفى العفولة لمدة ستة أيام قبل إعادته إلى مستشفى الرملة.
ورغم مطالبة برقان المتكررة بتلقي العلاج، فإن الرد الدائم للسجانين كان: "نحن نقدم لك العلاج فقط عندما تكون على وشك الموت".
وأضافت الهيئة في بيانها أن برقان تعرض، إلى جانب الإهمال الطبي، للضرب الشديد على يد وحدات القمع والسجانين في عدة مناسبات، كان آخرها في سجن "جلبوع"، حيث قام أحد الجنود بضربه على وجهه وهو على الأرض، ما تسبب في كسر أسنانه الأمامية.
وفي وقت سابق، دعت مؤسستان فلسطينيتان إلى فتح تحقيق دولي حول "الجرائم" والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين
الفلسطينيين داخل سجونه، والكشف عن مصير المعتقلين من أبناء قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الحكومية٬ ونادي الأسير الفلسطيني الأهلي، وذلك عقب تقارير إعلامية عبرية كشفت عن وفاة الطبيب الفلسطيني إياد الرنتيسي من قطاع غزة بعد أسبوع من اعتقاله.
وأكد البيان على "أهمية فتح تحقيق بإشراف دولي حول الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت بحق المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، باعتبارها جزءاً من حملة الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير سابق، إلى أن الرنتيسي، الذي كان مديراً لمستشفى نسائي في مدينة بيت لاهيا بقطاع غزة، توفي في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في عسقلان، بعد أسبوع من اعتقاله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأضاف البيان أن المؤسستين لم تتلقيا أي تأكيد رسمي بشأن ما نشرته الصحيفة، وأن عائلة الطبيب الرنتيسي لم تُبلغ بأي معلومات عن مصير ابنها المعتقل منذ العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.