في الرابع عشر
من آب/ أغسطس عام 2013، فضت قوات الأمن مدعمة بقوات من الجيش اعتصامين لرافضي
الانقلاب العسكري ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ
مصر الرئيس الراحل محمد مرسي.
ونزلت المدرعات
إلى الشوارع، وأطلقت قوات الأمن ورجال الشرطة النيران على الحشود المتجمعة في
ميدان رابعة العدوية، وغطى الغاز المسيل للدموع المكان، وسقط مئات الضحايا.
وصف المعتصمون
ما حدث بـ"المذبحة"، أما الشرطة، فاعتبرتها خطة مدروسة من قبلها لفض
تجمع كان يشكل "خطراً على أمن البلاد"، بينما وصفت منظمة "هيومن رايتس
ووتش" الحادثة بأنها "إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين
في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث".
استخدمت قوات
الأمن في تلك المذبحة أنواعا مختلفة من
الأسلحة التي كانت تتسبب في مقتل المعتصمين في الحال، حسب شهادات شهود العيال، وكذلك المستشفى الميداني الذي أكد وجود حالات قنص في
الرأس والصدر أودت بحياة المتظاهرين في الحال.
كما أكد أطباء المستشفى
الميداني أن نوعيات الرصاص المستخدم في عملية الفض كانت "جرينوف" كبير الحجم، وهو ليس بالرصاص العادي، ويعمل على قسم الرأس إلى نصفين.
وتنوعت الأسلحة
في يد قوات الأمن ما بين قناصة وأسلحة آلية وبنادق خرطوش وقنابل غاز مسيل للدموع،
كما ضمت قوات الفض مردعات وطائرات أباتشي ورشاشات "جرينوف".
من جانبها، ذكرت
"هيومن رايتس ووتش" في تقريرها، أن قوات الأمن "لم تقدم تحذيرا
فعالا، وفتحت النار على حشود كبيرة، ولم تترك مخارج آمنة لمدة تقترب من 12
ساعة"، وأنها أطلقت النار على المرافق الطبية الميدانية، ووضعت قناصة
لاستهداف أي شخص يسعى للدخول أو الخروج من المستشفى الميداني في ميدان رابعة، ودخلت
قوات الأمن من كل المداخل بـ"المدرعات والجرافات والقوات البرية
والقناصة"، وذكر معتصمون أنها أطلقت الغاز المدمع والذخيرة الحية فور دخولها.