سياسة دولية

اجتماع عسكري أمريكي - إماراتي في البنتاغون.. ماذا تريد أبو ظبي من غزة؟

الإمارات دانت طوفان الأقصى وعززت علاقتها التجارية مع الاحتلال- جيتي
ذكر بيان للبنتاغون، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال سي كيو براون، أجرى الخميس، مباحثات مع رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، الفريق عيسى المزروعي، في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية.

وبحسب بيان البنتاغون، فإن المباحثات تركزت على التحديات الأمنية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهجمات الحوثيين على السفن التجارية في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر والخليج.

وأشار البيان إلى أن النقاشات تناولت الهدف الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة والإمارات، المتمثل في غزة مستقرة وآمنة.

وأكد البيان مواصلة الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الشركاء الإماراتيين في الدفاع ضد التهديدات التي يتعرضون لها.


ومنتصف الشهر الماضي، اقترحت وزيرة المساعدة للشؤون السياسية والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية الإماراتي للشؤون الخارجية، لانا نسيبة، تشكيل "قوة دولية مؤقتة في قطاع غزة ما بعد الحرب"، مشددة على أن "دول المنطقة تستطيع أداء دور مهم لتحقيق السلام".

وقالت نسيبة في مقال نشرته في صحيفة "فايننشال تايمز"، وترجمته "عربي21"؛ إن "الإمارات قامت قبل أسبوعين بإجلاء مجموعة من الأطفال الذين أصيبوا إصابات خطيرة ومرضى السرطان من غزة إلى أبو ظبي"، مشيرة إلى أن "هذه هي المهمة الإنسانية الـ 18 التي قامت بها الإمارات لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة منذ تسعة أشهر".

وأضافت أن "الإمارات أدخلت 39،000 طن من المساعدات العاجلة، وأنشأت تسع محطات لتحلية المياه ومستشفى عائما لمعالجة الجرحى، وأقامت مستشفى ميدانيا"، مشددة على أن "الإمارات مع الشركاء كانت في مقدمة الرد على الكارثة في غزة".

وأشارت إلى "الحوار الدائر بين دول المجتمع الدولي حول النهج الواجب اتخاذه في مرحلة ما بعد الحرب بغزة"، مشددة على أن "الإمارات كانت واضحة أن الهدف يجب ألا يكون هو العودة للوضع الراهن الذي سبق 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويجب أن تغير جهود "اليوم التالي" مسار النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني باتجاه إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، ويجب أن تقود الجهود الجماعية للرد على رعب الحرب والاحتلال إلى سلام عادل ودائم".


ولهذا السبب تقول نسيبة؛ إن "هناك حاجة لكسر دوامة العنف في غزة ووضع الأسس لمستقبل مختلف لإسرائيل وفلسطين"، لافتة إلى أن "الخطوة الأولى لهذه الجهود، هي نشر قوة دولية مؤقتة للرد على الأزمة الإنسانية، وفرض النظام والقانون ووضع الأسس للحكم، وتعبيد الطريق لتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت سلطة وطنية شرعية واحدة".

وترى المبعوثة الإماراتية، أن "قوة دولية مؤقتة تركز على هذه الأولويات الأربع، ستكون جزءا رئيسيا في مساعدة الفلسطينيين على تحقيق طموحهم الوطني بدولة فلسطينية، عبر المفاوضات الهادفة".

وقالت؛ إن "دخول قوة دولية مؤقتة لن يتم إلا من خلال دعوة رسمية من السلطة الوطنية، ويجب أن تكون صادرة عن حكومة يقودها رئيس وزراء جديد، يتمتع بالثقة والصلاحيات والاستقلال، وقادر على معالجة الإصلاحات الضرورية لتحسين الحكم ولجميع الفلسطينيين، وقادر على تحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة".

وأضافت أن "إسرائيل كقوة محتلة، يجب أن تقوم بدورها لإنجاح هذا الجهد؛ فغزة لن تستطيع العيش لو بقيت تحت الحصار، ولا يمكن إعادة إعمارها لو لم يسمح للسلطة الوطنية الشرعية بأن تتحمل مسؤولياتها".


وبحسب نسيبة، فإن "أي جهد لن ينجح في ظل تزايد بناء المستوطنات والعنف والتحريض عليه في الضفة الغربية المحتلة".

وأشارت إلى أن "مهمة كهذه، بحاجة لدعم كامل من كل أصحاب المصلحة المعنيين بالسلام. ومع توفر الموارد والقدرات للجميع، فيمكن لكل طرف أداء دور حيوي في هذه العملية". مضيفة أن "دول المنطقة تستطيع ويجب أن تسهم بشكل كبير بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي سيصب بالمقام الأول في مصلحتنا. إلى جانب اللاعبين الإقليميين، تظل القيادة الأمريكية، سواء في تعافي غزة من آثار الحرب والجهود الرامية لإحياء العملية السلمية، أمرا لا غنى عنه".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع