يواصل متظاهرون في شمال غربي
سوريا احتجاجاتهم ضد إعادة فتح معبر "أبو الزندين" الفاصل بين مناطق المعارضة والنظام السوري، بسبب مخاوف من أن يكون فتح المعبر مندرجا ضمن مساعي التطبيع مع نظام بشار الأسد "نتيجة لاتفاق تركي-روسي"، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقع معبر "أبو الزندين" في منطقة الباب في ريف محافظة
حلب الشرقي، ويفصل بين مناطق المعارضة الواقعة تحت سيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وبين مناطق سيطرة
النظام السوري.
وواصل المتظاهرون الذين نصبوا "خيمة اعتصام" أمام المعبر الأسبوع الماضي احتجاجاتهم ضد فتح المعبر وسعيا إلى منع عبور الشاحنات التجارية من مناطق المعارضة باتجاه مناطق نظام الأسد.
ويواصل محتجون التوافد إلى منطقة الاعتصام في ريف حلب الشرقي على الرغم من إغلاق الطرقات المؤدية إلى المعبر، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويتخوف المحتجون من أن تشكل إعادة فتح المعبر خطوة تصب في صالح النظام السوري، وذلك بالتزامن مع انتشار اعتقاد في الأوساط المحلية يشير إلى أن فتح معبر أبو الزندين يندرج ضمن تنسيق تركي روسي، على هامش مسار التقارب بين أنقرة والنظام السوري، الذي تلعب روسيا دور الوسيط فيه.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية في تركيا وروسيا أي تصريح يتبنى عملية إعادة افتتاح معبر "أبو الزندين"، أو يشير إلى ارتباطه بجهود التقارب بين أنقرة ونظام الأسد في دمشق.
والأحد الماضي، أعيد افتتاح المعبر المغلق منذ سنوات قبل أن يعاد إغلاقه على وقع تجدد الاحتجاجات الشعبية الرافضة للخطوة التي جاءت بعد نحو شهرين من إعلان المجلس المحلي في مدينة الباب عن البدء بتجهيز معبر "أبو الزندين" تمهيدا لافتتاحه.
وتزامنت الاحتجاجات الشعبية مع استئناف تسيير الدوريات البرية المشتركة مع روسيا شمال سوريا بعد تعليقها منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، الجمعة، إنه "تم استئناف نشاط الدوريات البرية المشتركة بين تركيا وروسيا في شرق منطقة عملية نبع السلام في 22 آب /أغسطس 2024، بمشاركة 4 مركبات عسكرية و24 فردا".
وأوضحت أن هذه أول مرة يجري فيها تسيير دوريات برية مشتركة مع القوات الروسية شمالي سوريا منذ تعليقها في الخامس من تشرين الأول /أكتوبر 2023 لأسباب أمنية.