روى فيروز سيدهوا، وهو طبيب جرّاح أمريكي عاد مؤخرا من قطاع
غزة المحاصر، جُملة من التفاصيل التي وصفت بكونها "صادمة"، من بينها، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد قتل الأطفال، عبر استخدامه لأسلحة غير اعتيادية في استهداف الأهالي.
وفي الوقت الذي يُؤكد فيه الطبيب الأمريكي العائد من غزة، أنه "لا مبرر لاستهداف إسرائيل للمستشفيات في غزة وتدمير البنى التحتية"، أشار إلى أنه، حاليا، ما يُناهز 100 ألف مصاب داخل القطاع المُحاصر، بحاجة ماسّة إلى الخدمات الطبية، في ظل النقص الحاد في الإمدادات الصحية.
وأضاف سيدهوا، الذي يعمل في كاليفورنيا وتطوع في غزة، عبر تصريحات مُتفرّقة، أنّه "فيما يتعنّت الجانب الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى
قطاع غزة، فإنّ الوضع يتدهور أكثر"؛ مبرزا: "نطالب الولايات المتحدة بإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار حتّى يتم تنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال".
إلى ذلك، تابع الطبيب الأمريكي أنه "كان يعمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة بين 25 مارس/ آذار، و8 أبريل/ نيسان الماضي"، واصفا القطاع، بأنه بات "عبارة عن كارثة كاملة.. إذا كنت تعتقد أن شيئا سيئا يحدث في العالم الآن، فاعلم أن هذا الشيء السيء في غزة".
واسترسل بالقول إنّ كافة الناس المتواجدين داخل قطاع غزة المُحاصر، "يحاربون الجوع بشكل يومي؛ وإن إسرائيل تفعل ذلك عمدا"، مبرزا أن الأسرة الفلسطينية التي كان يقيم معها، كانت ظروفها سيئة للغاية.
"رأيت الكثير عن الصّراع، ولكن بمجرد أن تذهب إلى فلسطين، لا يمكنك أن تنفكّ عن هناك، ولا يمكن لك نسيان ما يجري، لأن الأشياء التي تراها مروعة حقا" يضيف الطبيب الأمريكي العائد من غزة.
وأكّد: "بصراحة لم أتوقع أن أرى هذا"، مستطردا: "كنت أعرف أن العديد من الأطفال كانوا مستهدفين، وقد قُتلوا، لكنّني اعتقدت أن هذه كانت نتيجة التفجيرات، لكن الإصابة في الرأس! هذا لا يفسر وفاة الأطفال الذين أصيبوا بالرصاص".
ومضى سيدهوا، يصف الأوضاع بـ"الصعبة والمُروعة"، مشيرا إلى أنه كان يُشاهد بشكل يومي "أطفالا مصابين بالرصاص في رؤوسهم"، متابعا: "لا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تمول هذا، ولا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تكون طرفا في هذه الجرائم، ولا أحد يدعم ذلك إلا الإسرائيليين".
وفي السياق نفسه، أضاف أن: "بنيامين نتنياهو ذات مرة أفاد: إذا توقفت الولايات المتحدة عن إرسال الأسلحة فإننا سوف نقاتل بأظافرنا"، مردفا: "فلتدَعوا أسلحتنا وأموالنا وهيبة الحكومة جانبا، وقاتلوا بأظافركم".
وقال الطبيب الأمريكي، إنّه كان قد أرسل مقالا طويلا لصحيفة "بوليتيكو" يضمّ 20 ألف كلمة، ويتضمّن تحليلا مفصّلا لما يجري في قطاع غزة؛ فيما أشار إلى أن "الصحيفة لم تنشر المقال كاملا".
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يواصل إبادته الجماعية في قطاع غزة، عبر عدوانه المستمر منذ 330 يوما، استخدم فيها كميات مهولة من الأسلحة لارتكاب مجازر وحشية.
وتكشفت بعد انسحابات جيش الاحتلال، فظائع وأحجام دمار هائلة لمنازل الفلسطينيين، الذين بلغت حصيلة شهدائهم في اليوم الـ330 على العدوان 40602 شهيد، إضافة إلى 93855 مصابا.