افتتح وزير التجارة التركي عمر بولات بوابة جمركية مقابلة للحدود السورية، بعد اكتمال عمليات تحديث واسعة، من أجل رفع جودة الخدمات وتسهيل العمليات التجارية بين الجانبين، مشيرا إلى أن "السلام" مع
سوريا من شأنه أن يعيد العلاقات التجارية والاجتماعية بين البلدين.
وقال بولات خلال مشاركته في مراسم افتتاح بوابة جيلان بينار الجمركية في ولاية شانلي أورفا جنوبي
تركيا، الخميس؛ إنه "بفضل التدابير الأمنية المتخذة على حدودنا مع سوريا، فإن المناخ السائد من السلام والطمأنينة في المنطقة، سيتعزز بالخدمات الجديدة المقدمة في بواباتنا الجمركية".
وأضاف الوزير التركي، أنه "من الممكن للعلاقات الأخوية بين تركيا وسوريا أن تعود إلى سابق عهدها"، مشددا على أن "إعادة إعمار سوريا وإحياء النشاط الاقتصادي، سيؤديان إلى تدفق تجاري سريع"، وفقا لما أورده موقع "أيدن ليك" التركي.
ولفت بولات في كلمته أمام البوابة الجمركية المقابلة لمدينة رأس العين السورية، إلى أن "بدء تقديم الخدمات في المبنى الجديد لبوابة جيلان بينار، يأتي في وقت تتركز فيه الجهود نحو حل سياسي سلمي وخال من النزاعات في سوريا"، في إشارة إلى مسار التقارب بين أنقرة والنظام السوري.
واعتبر الوزير التركي أن هذه الجهود المبذولة من شأنه أن "تؤدي دورا مهما في إعادة إحياء النشاط التجاري" بين البلدين، موضحا أن عمليات تحديث البوابة أنجزت بموجب قرار رئاسية بوقت قصير وبتكلفة 78 مليون ليرة.
وأعرب بولات عن أمله أن تصبح البوابة الجمركية نقطة عبور مهمة من شأنها تسريع التجارة المتبادلة للتجار والصناعيين والمزارعين بين جيلان بينار من الطرف التركي، ورأس العين من الجانب السوري، موضحا أن الصادرات التركية إلى سوريا وصلت إلى قيمة 2 مليار دولار عام 2023.
يأتي ذلك في ظل تجدد مساعي أنقرة الرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع
النظام السوري، بعد أكثر من 12 عاما من القطيعة.
الجدير بالذكر أن المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، عمر تشليك، أوضح في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، أن مسار التقارب مع النظام السوري لا يزال في مرحلته الأولى، و"لم يتم التخطيط بعد لأي اجتماع على مستوى الوزارات"، فضلا عن الحديث عن لقاء القادة.
وفي وقت سابق، دعا
أردوغان الأسد إلى اللقاء في تركيا أو بلد ثالث، وأوضح أن وزير خارجيته هاكان فيدان، "يقوم حاليا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه".
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين، على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.