أكدت السلطات الأمريكية صباح الاثنين سلامة المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد
ترامب، بعد أن أحبط جهاز الخدمة السرية الأحد ما وصفها مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بأنها محاولة اغتيال ثانية قرب ملعب ترامب للغولف في ولاية فلوريدا.
وقال مسؤولون في سلطة إنفاذ القانون إن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا مسلحا في أحراش قرب الملعب على بعد مئات الياردات من موقع ترامب وأطلقوا النار عليه.
وأضافوا أن المشتبه به ألقى بندقية هجومية على غرار الأسلحة من طراز إيه.كيه-47 (كلاشينكوف) ومتعلقات أخرى وفر في سيارة لكن السلطات اعتقلته بعد ذلك.
وقال برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش في مؤتمر صحفي إنه بعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 375 و457 مترا عن مكان ترامب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، فقد اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع مخازن من الذخيرة في حوالي الساعة الـ1:30 بعد الظهر.
وبعدها ألقى المسلح بندقيته وحقيبتي ظهر وأشياء أخرى وفر في سيارة نيسان سوداء. وقال قائد الشرطة إن أحد الشهود رأى المسلح ونجح في التقاط صور لسيارته ولوحة القيادة.
وبعد فرار المشتبه به قال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم أرسلوا إنذارا للأجهزة في أنحاء الولاية مع بيانات السيارة، وهو ما أدى لنجاح مساعدي قائد الشرطة في مقاطعة مارتن المجاورة في توقيف المشتبه به والقبض عليه على الطريق آي-95.
صعوبة في التأمين
جاء ذلك بعد نحو شهرين من تعرض ترامب لمحاولة اغتيال بالرصاص خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، ما أسفر عن إصابته بجرح طفيف في أذنه اليمنى.
وتسلط الواقعتان الضوء على صعوبات تأمين المرشحين الرئاسيين في حملة انتخابية تحتدم فيها المنافسة ويتزايد فيها الاستقطاب قبل نحو سبعة أسابيع من التصويت الذي يجرى في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقال ترامب على منصات للتواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الأحد: "أود أن أشكر الجميع على اهتمامهم وكل من تمنوا لي السلامة. كان بكل تأكيد يوما مثيرا!"، وشكر جهاز الخدمة السرية والشرطة على حمايته.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز وقناة فوكس نيوز وشبكة "سي.إن.إن" نقلا عن مسؤولين في إنفاذ القانون، أن المشتبه به يدعى ريان ويسلي روث (58 عاما) من هاواي. وامتنع مكتب التحقيقات الاتحادي عن التعقيب.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المشتبه يعلم بوجود ترامب في الملعب في هذا الوقت أو كيفية معرفته بذلك ولا دوافعه، لكن محاولته الهجوم ستثير بلا شك أسئلة جديدة بخصوص مستوى الحماية الممنوح للرئيس السابق.
لم يكن مطوقا
وردا على سؤال من صحفي فقد اعترف مسؤولون بأن ملعب الغولف لم يكن مطوقا أمنيا بالكامل بسبب عدم وجود ترامب حاليا في منصب الرئيس.
وقال ريك برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش خلال إفادة أمس الأحد: "إذا كان (رئيسا حاليا) كنا سنطوق ملعب الغولف بأكمله... لأنه ليس كذلك، فالتأمين مقتصر على المناطق التي تعتبرها الخدمة السرية ممكنة".
وبعد فترة وجيزة من الواقعة أرسل ترامب رسالة بالبريد الإلكتروني لأنصاره قال فيها: "لن يعرقلني أي شيء. لن أستسلم أبدا!".
بايدن يتعهد بالحماية
ووفقا لبيان أصدره البيت الأبيض، قال الرئيس جو بايدن في وقت لاحق، إنه أصدر تعليمات لفريقه للتأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية الموارد التي يحتاجها لضمان سلامة ترامب.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه جرى إطلاع بايدن ونائبته هاريس على الواقعة وإنهما شعرا "بارتياح بعد معرفة أنه بخير. وسيجري إطلاعهما على التطورات بانتظام".
وقالت هاريس في منشور على منصة إكس: "لا مكان للعنف في أمريكا".
وأصيب ترامب في أذنه اليمنى في واقعة بنسلفانيا وقُتل أحد الحضور. وقتلت الخدمة السرية مطلق النار بالرصاص، وهو شاب في العشرين من عمره يدعى توماس كروس.