كشف تحقيق لشبكة "بي بي سي" البريطانية، عن اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي طالت الرئيس السابق لمتجر "هارودز" الراحل
محمد الفايد.
ونقل التحقيق الذي تبثه الشبكة الخميس، اتهامات من خمس موظفات سابقات بالمتجر في لندن، لرئيسهن السابق رجل الأعمال المصري الملياردير محمد الفايد، الذي توفي قبل عام.
والموظفات يتهمن الملياردير الفايد بالاغتصاب، فيما تتهمه أخريات بالاعتداء الجنسي، بحسب الوثائقي الذي يحمل عنوان "الفايد: متربص في هارودز" وتبثه قناة "بي بي سي" الثانية.
وجمع التحقيق شهادات من 20 امرأة، يتهمن أيضا المالك السابق للمتجر الفاخر بمحاولة
الاغتصاب والعنف الجسدي بين أواخر ثمانينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وبحسب "بي بي سي"، سبق أن اتُّهم الفايد بارتكاب أفعال مماثلة، وفتحت الشرطة تحقيقا عام 2015 بتهمة الاغتصاب. لكنّ رجل الأعمال، وهو والد آخر حبيب للأميرة ديانا، دودي الفايد الذي توفي معها في حادث سيارة في باريس في 31 آب/أغسطس 1997، لم تُوجّه إليه أي اتهامات قط.
كما تتهم "بي بي سي" متجر "هارودز" بعدم التدخل لصدّ هذه الارتكابات المفترضة، وبمحاولة التستر على اتهامات
الاعتداء الجنسي.
بدورها، اعتذرت سلسلة متاجر هارودز الفاخرة في لندن عن اتهامات موجهة لمالكها السابق رجل الأعمال المصري الملياردير محمد الفايد بالاغتصاب والاعتداء جنسيا على عدد من الموظفات السابقات.
ودانت الإدارة الحالية للمتجر الشهير "بشدة" سلوك مالكها السابق الذي توفي عن 94 عاما، واعتذرت عن "خذلان الموظفات اللواتي وقعن ضحايا له".
وفي فيلم وثائقي وبرنامج صوتي (بودكاست) بثتهما هيئة الإذاعة البريطانية )بي.بي.سي)، أدلت أكثر من 20 موظفة سابقة بشهاداتهن التي تفيد بأن الفايد، الذي توفي العام الماضي عن 94 عاما، اعتدى عليهن جنسيا في وقائع حدثت في لندن وباريس وسان تروبيه وأبوظبي.
ووصفت إحدى النساء التي اتهمت الفايد باغتصابها عندما كانت فتاة لا تزال في سن المراهقة بأنه "وحش" وبأنه "كان يبث الخوف دائما".
ووفقا للفيلم الوثائقي الذي بثته بي.بي.سي أمس الخميس، لم تتدخل هارودز باتخاذ أي إجراء وساعدت في التستر على اتهامات ارتكاب انتهاكات أثناء فترة ملكيته للشركة بين عامي 1985 و2010. وقالت جميع النساء اللواتي تحدثت إليهن بي.بي.سي إنهن كن يشعرن بالخوف في مكان العمل.
وذكرت هارودز في بيان "نشعر بصدمة شديدة واستياء بشأن اتهامات اعتداءات ارتكبها محمد الفايد... هذه أفعال من شخص كانت نيته الواضحة هي استغلال نفوذه".
وأضافت الشركة في البيان "نقر أيضا أنه خلال هذه الفترة خذلنا الضحايا، ولهذا السبب نقدم خالص اعتذارنا" وأشارت إلى أن سلسلة المتاجر حاليا هي "منظمة مختلفة تماما" عن تلك التي كان يملكها ويسيطر عليها الفايد.
وكشفت عدة وسائل إعلام عن اتهامات بالاعتداء الجنسي موجهة للفايد في الماضي من بينها مجلة فانيتي فير في عام 1995 وقناة (آي.تي.في) في 1997 وتشانيل4 في 2017. ولم يكن لدى العديد من النساء الشجاعة للتحدث علنا عما تعرضن له إلا بعد وفاة الفايد العام الماضي.
في المجمل، اتهمته خمس نساء بالاغتصاب في لندن أو باريس، وخمس أخريات بمحاولة الاغتصاب، وتقول ثلاث عشرة امرأة؛ إن الفايد اعتدى عليهن جنسيا في شقته في لندن، حيث كان يدعو موظفاته في كثير من الأحيان للحضور للعمل في المساء.
كما تتهم تسع نساء الفايد بالاعتداء عليهن جنسيا في فيلا يملكها في ويندسور، وقالت رايتشل، وهي ضحية كانت في سن التاسعة عشرة عند حصول الوقائع المفترضة؛ إنها بقيت للنوم في إحدى شقق رئيس "هارودز" بعد أن أصر على عملها لوقت متأخر، ثم دعاها إلى شقته وجعلها تجلس على سريره، قبل أن يمسك بها ويقوم باغتصابها.
وبحسب توني ليمينغ، الذي كان من الكوادر في المتجر الفاخر بين عامي 1994 و2004، "كان الجميع على علم بالأمر"، حتى إن "الملامسات" التي كان يقوم بها مالك "هارودز" أصبحت موضوعا للنكات.
ولد محمد الفايد في 27 كانون الثاني/ يناير 1929 في الإسكندرية المصرية الساحلية، وأمضى جزءا كبيرا من حياته في
بريطانيا، حتى أصبح مالكا لمتجر "هارودز" عام 1985 ونادي فولهام لكرة القدم بين عامي 1997 و2013.
وقد رُفض طلبه للحصول على الجنسية البريطانية مرات عدة. وفي عام 2000، تحدّث القضاء عن "مشكلة عامة في الشخصية" لدى رجل الأعمال المصري.