سياسة دولية

غارات واسعة على لبنان.. والاحتلال يحذر سكان الجنوب لأول مرة

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحوّل لبنان إلى "غزة أخرى"- الأناضول
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الاثنين، عشرات الغارات على مناطق عديدة جنوب لبنان وشرقه، وسط تحذيرات أطلقها الاحتلال لسكان الجنوب للمرة الاولى منذ بدء المواجهات.

وأسفرت الغارات حتى الآن عن شهيد وعدد من الإصابات.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة عيترون، أدت إلى إصابة 11 شخصا بجروح من بينهم حالة في العناية الفائقة، و6 احتاجوا الدخول إلى المستشفى و4 عولجوا في الطوارئ".

وفي بيان آخر  أعلنت وزارة الصحة  أن "غارات العدو الإسرائيلي على جرود الهرمل، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة ستة أشخاص بجروح، من بينهم إثنان في العناية المركزة".

وبالتزامن أعلن حزب الله عن استشهاد أحد مقاتليه دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بشن الطائرات الحربية الإسرائيلية، في تمام الساعة السادسة صباحا، أكثر من 80 غارة جوية خلال نصف ساعة، استهدفت المناطق والأودية الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية في محافظة النبطية جنوب البلاد.

ومن المناطق أيضا التي استهدفها القصف: أطراف بلدات وعبا - جبشيت، الشرقية - النميرية، أطراف كفرتبنيت - النبطية الفوقا، دير الزهراني - رومين - عزة، أطراف حومين الفوقا، أطراف النبطية الفوقا - حي الجامعات، محيط أوتوستراد كفررمان - الميدنة، أطراف يحمر الشقيف - أرنون ، مرتفعات إقليم التفاح وجبل الريحان وأطراف بلدة سجد، محيط معبر كفرتبنيت سابقا..

وفي الوقت نفسه شن جيش الاحتلال عند السادسة والنصف صباحا، سلسلة غارات كثيفة استهدفت منطقة البقاع وطال القصف منطقة شمسطار وبوداي والنبي شيت ومحيط بعلبك، شرق البلاد.

كما أنه شن غارات عدة على محيط منطقة زبود في البقاع الشمالي، وجرود الهرمل، وجبل صافي في البقاع الغربي (شرق لبنان)، وفق الوكالة.

ولفتت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ أيضا غارات كثيفة على مناطق شرق صور، بالإضافة إلى غارة على مجرى نهر الليطاني عند أطراف الدلافة جنوب لبنان.

ولم يبلغ عن إصابات، في حين هرعت سيارات الإسعاف في اتجاه المناطق المستهدفة، بحسب الوكالة.

ولفتت إلى أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحلق فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى نهر الليطاني.

ولأول مرة، أصدر جيش لاحتلال، دانيال هاغاري تحذيراً واسع النطاق للبنانيين في الجنوب، بالابتعاد ومغادرة مناطق زعم أن حزب الله يطلق منها صواريخ تجاه شمال فلسطين المحتلة.

في المقابل قالت الوكالة الوطنية اللبنانية إن" مواطنين في بيروت وعدد من المناطق، تلقوا رسائل هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها العدو الاسرائيلي، تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعا".

وقد تلقى مكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري اتصالا، دعا خلاله المجيب الآلي الى إخلاء المبنى.


وقالت الوكالة اللبنانية إن ذلك يأتي "في إطار الحرب النفسية التي يعتمدها العدو".

وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت الحرب بين حزب الله و"إسرائيل" عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا.

إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت أكثر من 50 شهيدا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة.

والأحد هدّدت "إسرائيل" وحزب الله بتصعيد هجماتهما عبر الحدود رغم الدعوات الدولية المتكررة لكلا الجانبين للتهدئة وتجنّب حرب شاملة.

وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "وجّهنا في الأيام الأخيرة سلسلة ضربات لحزب الله لم يكن يتوقّعها أبدا".

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع "إسرائيل".

وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحوّل لبنان إلى "غزة أخرى"، وقال إنه "من الواضح أنّ الطرفين لا يبديان اهتماما بوقف لإطلاق النار" في غزة.

ومنذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها "إسرائيل" بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.