ملفات وتقارير

بدء العد التنازلي.. إلى أين سيقود رد الاحتلال المحتمل ضد إيران؟

يؤكد مراقبون بدء العد التنازلي لضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران- إكس
تتجه الأنظار صوب الرد الإسرائيلي المحتمل ضد إيران، في ظل حديث لدى أوساط الاحتلال عن قرار بتوجيه ضربة قوية وكبيرة، مقابل تهديدات إيرانية برد أقوى بحال نفذ الاحتلال هجومه المرتقب، ما يزيد من المخاوف الدولية بشأن اندلاع حرب إقليمية.

ويؤكد مراقبون بدء العد التنازلي لضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران، وسط توقعات بتنفيذها خلال ساعات قليلة، لتتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، الذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وفصائل المقاومة ضد المستوطنات المحيط بغلاف قطاع غزة.

وبحسب محللين سياسيين، يحاول الاحتلال محو صورة الفشل الإسرائيلي التي جسدها هجوم 7 أكتوبر، بتنفيذ ضربات قوية، وسط تحذيرات من ارتكاب مجازر جديدة في غزة ولبنان وأماكن أخرى بالمنطقة.

ضبط وتيرة الرد
من جانبه، يقول المحلل السياسي وسام عفيفة، إنه "في ظل تسارع الأحداث، يبدأ العد التنازلي لضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران"، مشيرا إلى وصول قائد القيادة لمركزية الأمريكية إلى تل أبيب قبل ساعات، ما يعزز الانطباع بأن واشنطن تسعى لضبط وتيرة هذه العملية بعناية.

ويضيف عفيفة في تحليل نشره عبر قناة "تيلغرام": "في الوقت الذي يعقد فيه نتنياهو مشاورات أمنية مكثفة الساعات القادمة، تبقى المنطقة بأكملها على شفا مواجهة كبرى، فيما يراقب الجميع خطوة إسرائيل القادمة بحذر، خاصة مع التداخل الأمريكي في صنع القرار".



ويشير إلى أنه في خطوة مفاجئة، تخلى الرئيس الأمريكي جو بايدن عن زيارته المخططة إلى كامب ديفيد، وتوجه بشكل عاجل إلى البيت الأبيض، وسط توقعات بوقوع حدث طارئ يتطلب تدخلا فوريا، وقد يكون مرتبطا بالضربة الإسرائيلية لإيران.

ويؤكد أن مثل هذه الإجراءات تتخذ عادة في أوقات الأزمات الكبرى، التي تستدعي استجابة سريعة من أعلى مستويات السلطة الأمريكية، منوها إلى أنه في خضم التصعيد المستمر، تأتي التصريحات الإيرانية الأخيرة لتمثل رفعا لدرجة التحدي في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وآخرها لنتنياهو.

استعداد إيراني للمواجهة
ويفسر إعلان إيران بجهوزيتها لكافة السيناريوهات المحتملة، بأنه إشارة واضحة إلى أن طهران مستعدة للدخول في مواجهة مهما كلف الثمن، مضيفا أنه "على ما يبدو اللعب بالنار قد بدأ، والجميع ينتظر من سيحترق أولا".

من جهته، يرى الكاتب لؤي صوالحة أن الدور الإيراني في دعم المقاومة ليس مسألة دعم مادي أو عسكري فحسب، بل هو جزء من رؤية أوسع تسعى إلى تحقيق التوزان الاستراتيجي في المنطقة.

ويوضح صوالحة في مقال نشرته "عربي21"، أن "هذه الرؤية ترى في فلسطين قلب الصراع ضد الصهيونية والهيمنة الغربية، ولذلك فإن دعم المقاومة الفلسطينية يُعتبر جزءا لا يتجزأ من استراتيجية إيران الإقليمية".



وينوه إلى أن إيران ومحور المقاومة يعملان بتنسيق عالٍ لدعم الشعب الفلسطيني، وتزويده بالوسائل اللازمة لمواجهة الاحتلال، مشددا على أن "هذا التنسيق والتعاون بين المقاومة وإيران أعطى ثماره اليوم على شكل صواريخ قادرة على ضرب عمق الكيان وإحداث تأثير استراتيجي".

"صواريخ تهز الكيان"
ويتابع قائلا: "محور المقاومة اليوم أكثر قوة وتأثيرا من أي وقت مضى، حيث يقف الشعب الفلسطيني في قلب هذه المعركة، مسلحا بإرادة لا تنكسر وصواريخ تهز أركان الاحتلال".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن أي هجوم يستهدف إيران من جانب الكيان الصهيوني سيواجه برد أقوى"، موضحا أن "أي هجوم يستهدفنا بواسطة إسرائيل، سيلقى ردا أقوى من جانبنا، وبإمكان هؤلاء أن يختبروا إرادتنا".

والجمعة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن مجلس الوزراء الأمني اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران الأخير، وقالت القناة 13 العبرية إن المجلس قرر الرد على الهجوم الإيراني، مشيرة إلى أن تل أبيب "تريد تنفيذ عملية كبيرة ردا على إيران، لكن لا تريد مسارا يصرفها عن أهداف الحرب".

ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين أن "إسرائيل تريد ألا يؤدي الرد على إيران إلى تبادل الضربات في المستقبل القريب".

أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقال في وقت سابق إن "إدارته تتواصل مع الإسرائيليين على مدار 12 ساعة في اليوم، مؤكدا أن تل أبيب لم تقرر بعد طريقة ردها على إيران"، مستدركا: "لو كنت مكانهم لفكرت في بدائل أخرى عن توجيه ضربة انتقامية، أو ضرب المنشآت النفطية الإيرانية".