سياسة دولية

خلاف دبلوماسي علني بين أردوغان وشولتس حول غزة.. تركيا تنتقد وألمانيا تبرر

أردوغان ينتقد الدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي - الأناصول
شهدت الساحة الدبلوماسية تصاعدًا ملحوظًا في الخلافات بين تركيا وألمانيا بشأن الأوضاع في غزة والاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمستشار الألماني أولاف شولتس في إسطنبول.

من جهته، أدان أردوغان بشدة قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلاً: "مقتل 50 ألف شخص في قطاع غزة على يد إسرائيل لا يمكن قبوله أو تبريره، ويجب أن يقال لتل أبيب توقفي".

وأكمل في تصريحاته: كل ذلك في ظل تزايد الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

تصعيد أردوغان

وتابع الحديث، حيث انتقد أردوغان الدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "الرد على مقتل 50 ألفًا من مواطني غزة وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين بالقول 'أحسنتم' على استخدام طائرات 'إف35' و'إف16' لا يمكن قبوله، بل يجب أن يُقال لإسرائيل توقفي".

وأضاف الرئيس التركي أنه تعرض لهجوم من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن ذلك الهجوم يعكس قناعات الحكومة الإسرائيلية.

وأعاد أردوغان التأكيد على موقفه الذي يتهم الاحتلال الإسرائيلي بسياسات "الإبادة الجماعية" في غزة ولبنان، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين، وقال: "يجب أن نواصل الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، وكل مسؤول يجب أن يطالب بوقف هذه السياسات القائمة على الإبادة الجماعية".


شولتس يبرر

على الجانب الآخر، عبّر المستشار الألماني أولاف شولتس عن موقفه المختلف بوضوح، مشددًا على أن إسرائيل لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي، وقال شولتس: "نحن نختلف في مواقفنا، وهذا ليس سرًا.

كما رفض شولتس دعم بلاده لدعوى نيكاراغوا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، قائلاً: "نحن لدينا موقف مختلف تمامًا فيما يتعلق بهذه الدعوى".

العلاقات الثنائية... تعاون رغم الخلاف
رغم الخلافات السياسية حول الشرق الأوسط، أكد أردوغان وشولتس على أهمية العلاقات الثنائية بين بلديهما. أوضح أردوغان أن تركيا وألمانيا، كحليفتين في الناتو، تحافظان على علاقات قوية في كافة المجالات.

وتحدث عن الطموح المشترك في زيادة حجم التبادل التجاري، ليصل إلى 60 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الرقم الحالي يبلغ 50 مليار دولار.

وفيما يخص القضايا الإقليمية، ناقش الزعيمان تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، حيث أعرب أردوغان عن قلقه من تزايد نفوذ الأحزاب المعادية للإسلام في بعض الدول الأوروبية، مشددًا على أهمية دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، وتطلع تركيا للانضمام إلى الاتحاد.