سياسة عربية

القصة الكاملة لاستهداف الاحتلال لطفل جريح ومحاولة إنقاذه في جباليا

الصبي محمد سالم البالغ "13 عاما" كان يمشي ببساطة في الشارع قبل القصف الإسرائيلي- منصات التواصل
جرى توثيق استهداف مسيرة إسرائيلية لطفل فلسطيني في مدينة غزة، وعندما تجمع بعض المواطنين لمحاولة إنقاذه ومساعدته، تعرضوا هم أيضا لقصف مباشر.

والجمعة الماضية، كانت الصحفية وفاء ظاهر، البالغة من العمر 21 عاما من شمال غزة، تقيم في منزل تعود ملكيته لأحد أقارب العائلة، بعد أن دُمر منزلها، عندما انفجرت قنبلة في الهواء، نظرت من النافذة وبدأت في التصوير.

يظهر مقطع الفيديو الخاص بها حفرة صغيرة محترقة في شارع النفق على بعد حوالي 300 قدم منها، وبجانبها صبي يلوح بذراعيه صارخا بصوت مسموع حتى من مسافة بعيدة من أجل طلب المساعدة.
تروي ظاهر بصوت مرتجف؛ "إنه طفل. لقد تحول إلى أشلاء. لماذا ضربوه؟"، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".


وانتشر مقطع الفيديو الخاص بظاهر على منصة إنستغرام، الذي تم تصويره على حافة مخيم جباليا للاجئين، وبسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، قدمت ظاهر لصحيفة واشنطن بوست نسخة أصلية، وأربع نسخ أخرى وثقت فيها عواقب الهجوم.


في مقطع الفيديو الذي نشرته، يظهر عشرة رجال يقفون خلف الصبي، وعندما رأوا ما حدث لجثته، أمسكوا برؤوسهم ورفعوا أذرعهم وصرخوا طلبا للمساعدة، وانهار الصبي على ظهره، انحنى رجل يرتدي قميصا أبيض فوقه، مشيرا إلى طلب المساعدة، ثم ركع بجانبه مع رجل آخر.

ثم، بعد 48 ثانية من بدء ظاهر التصوير، أعلن صوت صفير قصير عن غارة جوية ثانية، اندلع انفجار أصفر برتقالي من الأرض على بعد أقدام قليلة من الرجال الذين وصلوا للمساعدة، وفي لحظة الانفجار، يمكن رؤية الرجلين يحاولان رفع جسد الصبي بينما بدأ آخرون في الفرار، بينما تصرخ وفاء ظاهر وتطلب من والدها الابتعاد عن النافذة.

وأكدت وفاء ظاهر أن الصبي محمد سالم البالغ من العمر 13 عاما، كان "يمشي ببساطة" في الشارع قبل القصف الإسرائيلي.

وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ؛ إن "الصبي استشهد متأثرا بجراحه، وبُترت قدماه في الضربة الثانية، أُعلن عن وفاته بعد نقله بواسطة سيارات إسعاف الهلال الأحمر، وأصيب أكثر من 20 آخرين".

وردا على أسئلة حول الضربة، قال جيش الاحتلال للصحيفة؛ إنه "يعمل على تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس"، وأنه يتخذ "الاحتياطات الممكنة للحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين"، ولم يذكر الجيش سبب شنه للضربة أو ما الذي كان مستهدفا.

وفي مقاطع الفيديو التي أعقبت ذلك، بينما تقترب سيارات الإسعاف مع صافرات الإنذار، يتحرك الجرحى في اتجاهها، ويركض رجل أمام موقع الضربة حاملا طفلا بين ذراعيه، وتتبعه امرأة تمشي بخطى سريعة وذراعها حول طفل آخر يتكئ عليها.

وقالت فرسخ؛ إن سيارات إسعاف الهلال الأحمر كانت قريبة بالفعل من مكان الحادث لنقل الناس إلى المستشفى، عندما شهد المستجيبون الضربتين.


لم يكن مكان الضربة المزدوجة بعيدا عن موقع العمليات الإسرائيلية الأخيرة، التي دمرت مساحات كبيرة من مخيم جباليا للاجئين، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وفي السادس من تشرين الأول/ أكتوبر أرسل جيش الاحتلال عناصر من لواءين من الفرقة 162 إلى جباليا، في ما زعم أنه محاولة لاستئصال جهود حماس لإعادة البناء هناك، ومنذ ذلك الحين، حرى حصار جزء كبير من المخيم، وقطعت المساعدات الإنسانية عنه، وهدمت مساحات كبيرة من المنطقة، مما دفع السكان إلى الخروج، بينما جرى إرسال المركبات العسكرية إلى عمق المخيم، كما تظهر صور الأقمار الصناعية.

وتم إطلاق النار على المدنيين الذين حاولوا الفرار، وأمر جيش الاحتلال المستشفيات الرئيسية الثلاثة التي تخدم ذلك الجزء من شمال غزة بإغلاق أبوابها وأطلق النار عليها بشكل مباشر، وفقا للسلطات الصحية المحلية.

ويخشى السكان أن يكون التوغل الجديد جزءا من "خطة الجنرالات"، التي اقترحها جنرال إسرائيلي سابق، ودفع بها بعض أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو، للسيطرة الكاملة على شمال غزة ثم أجزاء أكبر من القطاع، من خلال إجبار المدنيين بشكل منهجي على الخروج وتجويع أو إطلاق النار على أي شخص يبقى.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع