سياسة دولية

تجدد التحذيرات الإسرائيلية من تنامي الخطر الأمني القادم من حدود الأردن

يتحدّث عدد من الإسرائيليين عن ما يصفونه بـ"الحملة الأمنية الجديدة"- جيتي
بينما تتجه أنظار العالم نحو قطاع غزة ولبنان، فإن عددا من الإسرائيليين يتحدثون عن ما يصفونه بـ "الحملة الأمنية الجديدة التي لم تتصدر عناوين الأخبار بعد في وسائل الإعلام"، وتتعلق ببروز الحدود الشرقية الطويلة مع الأردن، باعتبارها "مسرحًا" للمواجهة الأمنية القادمة.

وبحسب مقال لصحيفة "معاريف" العبرية، فإنّه "في الوقت الذي تتواصل فيه الضربات الإسرائيلية نحو إيران وأذرعها في المنطقة، ينشأ السيناريو الإسرائيلي، وبموجبه ستقوم إيران بتنشيط جبهات إضافية لم تستنفد بعد، وعلى رأسها الحدود الأردنية".

وتقول الزميلة في معهد مشغاف للأمن القومي، ونائبة سفير الاحتلال الإسرائيلي السابق في مصر وعضوة الكنيست عن "معسكر الدولة"، روث فارسمان ليندا: "كتبت كثيرا، منذ عامين تقريبا، عن التهديد الذي يلوح في الأفق من الحدود الشرقية مع الأردن، واليوم تجد دولة الاحتلال نفسها في بداية حملة أخرى".

وأوضحت ليندا، وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21" أنّ "هذه الحملة لم تتصدّر عناوين الأخبار بعد" زاعمة أنّ "هذا السلوك نفّذته إيران في العراق، بعد انسحاب الأمريكيين منه، وقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وفي لبنان عبر حزب الله، وكذلك في سوريا من خلال الجماعات الشيعية، وهكذا تصرفت في اليمن عبر الحوثيين، لكن الأردن بصورة لافتة يبدو ضارّاً بالاستمرارية الإقليمية لإيران في المنطقة" بحسب المتحدٍّثة.

وتابعت بأن "حركة حماس تزداد شعبيتها ليلًا ونهارًا بين الفلسطينيين في المملكة، كما أن إيران استخدمت الأردن لتمرير الأسلحة المستمر للضفة الغربية، وكذلك تمرير الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، كل هذا يحدث منذ سنوات، حيث توجد حدود كبيرة بين إسرائيل والأردن تزيد على الـ 300 كيلومتر، دون أي عائق في أغلب الأحيان".

وأشارت إلى أن "الوجود العسكري على طول الحدود الأردنية، يتم تمويله وتجهيزه في معظمه من قبل الأمريكيين" زاعمة أن "جانباً مهماً آخر يلقي بظلاله على تدهور الأمن على الحدود الأردنية يتعلق بما يشهده المسجد الأقصى من تطورات أمنية متلاحقة، بسبب اقتحامات المستوطنين المستمرة له...".

إثر ذلك، تتابع: "وهو ما يؤجج مشاعر الأردنيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يدنّس المكان المقدس للمسلمين، ولعل المسجد الأقصى برمزيته الدينية كافٍ لتعبئة جماهير المسلمين حول العالم وإشعال الشرق الأوسط، من خلال تشكيل رأي عام أردني غاضب يمهّد الطريق لتنفيذ عمليات معادية ضد الاحتلال الاسرائيلي عبر الحدود".

وأردفت بأن "الموقف الأردني الصارم من محاولة استخدام إيران لمجاله الجوي لشنّ هجوم صاروخي ضد إسرائيل، لا يعني تبدّد المخاوف من استخدام إيران لحدوده الأرضية ضدها، من خلال تحريض الفلسطينيين، وتشجيع حركة حماس في المملكة، وبينما تتجه أنظار العالم بالتناوب نحو قطاع غزة ولبنان، فإن الساحة الشرقية مع الأردن تبدو شبه مهجورة، مع أنها الساحة القادمة بالفعل".