حقوق وحريات

تقارير حقوقية في السودان تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن

النساء اللاتي وثقت شهادتهن تراوحت أعمارهن بين 8 سنوات و 75 سنة- جيتي
كشف عدد من التقارير لمنظمات حقوقية وناشطين في السودان، أن العديد من النساء في ولاية الجزيرة وسط البلاد، قد أقدمن على الانتحار عقب اغتصابهن، خلال الحرب الأهلية الجارية في البلاد.

وكانت الأمم المتحدة قد وجّهت اتهامات لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، الأسبوع الماضي، بـ"ارتكاب جرائم بشعة، بما فيها القتل الجماعي في الولاية"، وهو ما جعل التقارير تتسارع بعد ذلك.

وفي السياق نفسه، قالت منظمة حقوقية لشبكة "بي بي سي"؛ إنها "تتواصل مع ست نساء تفكرن في الانتحار؛ خوفا من التعرض للاغتصاب، مع استمرار تقدم قوات التدخل السريع"، فيما نفت قوات الدعم السريع ما جاء في التقرير الأممي، وقالت؛ إن "هذه الاتهامات لا دليل عليها".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية في المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، هالة الكاريب: "شنت قوات الدعم السريع حملة انتقام في المناطق التي تسيطر عليها كيكل، فنهبت وقتلت المدنيين الذين قاوموا الهجمات، واغتصبت النساء والفتيات الصغيرات".

وأضافت أن: "المبادرة تعمل على توثيق أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان خلال الحرب، ووثقت انتحار ثلاث نساء، الأسبوع الماضي، في ولاية الجزيرة"، مشيرة إلى أن اثنتين منهن انتحرتا في قرية السريحة، والثالثة في قرية الرفاعة.

وأردفت هالة أن "الأدلة على الاغتصاب جاءت من قريتين فقط، من أصل 50 قرية تقريبا تعرضت للهجمات في الفترة الأخيرة، وأضافت أن الأرقام قد تكون أكبر بسبب انقطاع الاتصالات مع بعض المناطق".

كذلك، أوضحت شقيقة المرأة التي انتحرت في قرية السريحة، أن أختها أقدمت على الانتحار بعد اغتصابها من قبل جنود قوات الدعم السريع، أمام والدها وأخيها، اللذين قتلا لاحقا.

وخلال الأسبوع الماضي، قد انتشرت عدد من الصور ومقاطع الفيديو على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق لعشرات الجثث ملفوفة في أغطية، إثر مجزرة نسبت لقوات الدعم السريع في السريحة. وبحسب "بي بي سي"، فإن الموقع البارز في المقاطع هو ساحة مسجد في السريحة.


ونقلت "بي بي سي" عن ناشطة في الجزيرة، طلبت عدم ذكر اسمها، أنها "تأكدت من انتحار نساء بعد مقتل أزواجهن على يد قوات الدعم السريع". فيما روت الناشطة تفاصيل انتحار أختها بعد اغتصبها من قبل مسلحين من قوات الدعم السريع، الذين قتلوا خمسة من إخوتها وعددا من أقاربها السريحة.

وترى الناشطة أنه "يستحيل التحقق من التقارير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن انتحار النساء الجماعي خوفا من الاغتصاب، بسبب انقطاع الاتصالات".

ووفقا لتقرير أممي من 80 صفحة، صدر الثلاثاء الماضي، فإنه منذ بداية النزاع حتى تموز/يوليو 2024، تمّ توثيق 400 شهادة لناجيات من اعتداءات جنسية مرتبطة بالنزاع، مبرزا أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير.

وقال رئيس اللجنة الأممية التي أعدت التقرير، محمد شندي عثمان؛ إن "الاعتداءات الجنسية الصارخة التي وثقها التقرير في السودان بلغت درجات مهولة". فيما أكدت اللجنة الأممية أن النساء اللاتي وثقت شهادتهن تراوحت أعمارهن بين 8 سنوات و 75 سنة، أغلبهن بحاجة إلى علاج طبي، مشيرة إلى أن "أغلب المستشفيات والمصحات تعرضت للتخريب في القتال".

إلى ذلك، زارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، مركز المساعدات في بورت سودان، هذا الأسبوع، فيما قالت لـ"بي بي سي"؛ إن "البلاد قد تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذا لم يتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، محذرة من أن الملايين قد يموتون من الجوع".