بات ملفتا خلا الأيام القليلة الماضية، تجاهل
جيش
الاحتلال، الاعتراف بعدد من جنوده الذين قتلوا في معارك بغزة، أو عبر
الانتحار، جراء الصدمات النفسية التي حدثت لهم خلال مشاركتهم في جرائم الإبادة بحق
أهالي
غزة.
وبالعودة إلى سجلات
الجيش المنشورة على حسابه
الرسمي للقتلى، يظهر عدم اعتراف جيش الاحتلال، بالطيار المقاتل، والعنصر السابق في
وحدة المظليين ووحدة 8200 الاستخبارية فائقة السرية، آساف داغان، ورفضه إقامة
جنازة عسكرية، بعد انتحاره.
ولم يقم جيش الاحتلال، بإبلاغ عائلته كما جرت
العادة بشأن مقتله منتحرا، فضلا عن رفض إجراء جنازة عسكرية، أو حتى نشر صورته على
الموقع الرسمي للجيش لاعتباره أحد قتلاه.
ودفع قرار الجيش عائلته إلى إبقاء جثته في
مستشفى رمبام احتجاجا، لحين أن يوافق على اعتباره أحد
قتلى الخدمة العسكرية ومنحه امتيازاتهم.
كذلك، بدا ملفتا، تجاهل الجيش بالكامل، لأحد
الجنود الذين قتلوا في معارك مخيم جباليا، بعد سقوطه بكمين للقسام، وخلو صفحة جيش
الاحتلال الرسمية من اسمه وصورته.
والقتيل هو الرقيب شنيور كوهين، من لواء غفعاتي الذي زج به الاحتلال في جباليا مؤخرا، وقتل مع اثنين آخرين بعبوة ناسفة
داخل أحد المنازل، وقام الجيش بالاعتراف باثنين، لكن كوهين تم تجاهله بالمطلق.
والجندي كوهين، من اليهود الغربيين الحسيديين
المتطرفين، وانخرط في جيش الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى، في لواء جفعاتي
للمشاة، وقالت حسابات مستوطنة يتسهار المقامة على أراض لنابلس بالضفة الغربية، إن جثته افتتحت المقبرة العسكرية في المستوطنة.
يضاف إلى ذلك انتحار الجندي سانتياغو عوفاديا
غونزاليس، وهو مقاتل في لواء الناحال، بعد انعزاله ومعاناته من أعراض ما بعد
الصدمة جراء المجازر التي شارك فيها بقطاع غزة، على مدار العام الماضي.
وكحال سابقيه، لم يعترف جيش الاحتلال به، وقالت
حسابات عبرية، إن هذا الجندي من يهود فنزويلا، وحضر إلى دولة الاحتلال عام 2017،
وبدأ الخدمة العسكرية، ويقيم وحيدا، ولم تكن عائلته معه.
وبعد فضيحة رفض الجيش
الاعتراف به، وتصاعد الدعوات للمشاركة في جنازته، قام الجيش بترتيب جنازة غير
معلنة أو رسمية، وبمشاركة محدودة، لكنه أبقى على عدم الاعتراف به من قتلى الخدمة
العسكرية رغم أنه لا يزال ضمن لواء الناحال مقاتلا، كذلك لم يقم بتقييده على صفحته
الرسمية للقتلى.
يشار إلى أن عدد قتلى الاحتلال الذين أفصح عنهم حتى الآن، بلغ 780 قتيلا، لكن الفضيحة كانت حين خرج زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وكشف أن عدد القتلى من جيش الاحتلال بلغ 900، في ظل تقارير تفيد بأن الأعداد أكبر من ذلك ويجري التكتم عليها.
وكشفت العديد من التحقيقات الصحفية عن استعانة جيش الاحتلال، بالمرتزقة في العدوان البري على قطاع غزة، ومقتل الكثيرين منهم، فضلا عن تأكيدات من الناطق باسم كتائب القسام، أبي عبيدة، في أكثر من خطاب، على امتلاكهم أدلة على وجود مرتزقة يقاتلون في غزة.
كان من المفترض أن تضاف صور القتلى الثلاثة إلى أحدث صفحة لسجل القتلى لكن الجيش تجاهلهم تماما