فنون منوعة

"مهرجان مراكش الكورالي".. أصوات تتحدى الألم وتغني للحرية في فلسطين ولبنان

شارك في هذه الدورة من المهرجان عدد من الدول الأوروبية- صفحة الموسيقار خالد بدوي
وسط أجواء من التضامن الإنساني والتعبير الفني، صدحت أغنية "وردة لجريح الثورة" في أرجاء كنيسة "الشهداء القديسين" بمدينة مراكش المغربية، حيث قدمت فرقة "مايسترو للموسيقى" بقيادة الفنان خالد بدوي عرضًا مميزًا خلال الدورة الثانية من "المهرجان الدولي للغناء الكورالي".

وارتدى جميع أعضاء الفرقة الكوفية الفلسطينية كرمز للدعم والولاء للشعبين الفلسطيني واللبناني، اللذين يواجهان الاعتداءات المستمرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقدم أعضاء الفرقة، إلى جانب "وردة لجريح الثورة"، أغنية فيروز الخالدة "زهرة المدائن"، فيما أشار قائد الفرقة خالد بدوي إلى أن اختيار هذه الأغاني يعكس موقف الفرقة الفني والإنساني، حيث قال: "تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني وهما يواجهان أبشع الجرائم من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي".

 وقال بدوي في تصريحات خاصة لـ"عربي21"أن المهرجان نُظم في ظرفية استثنائية، وهي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني البطل، وفي الآونة الأخيرة على الشعب اللبناني الصامد، وفي نظره لا يُعقل أن يظل الفنان مكتوف الأيدي متفرجا حول ما يقع من أبشع الجرائم ضد الإنسانية دون أن يحرك ساكنا.

أضاف قائد الفرقة، أنه ينبغي على جميع الفنانين الصادقين كل من موقعه أن يُضَمّنوا عروضهم وأعمالهم الفنية، موسيقية كانت أو مسرحية أو تشكيلية أو شعرية …إلخ، التفاتة تضامنية مع إخواننا في فلسطين ولبنان وذلك أضعف الإيمان.

وقال بدوي، "كلما دُعيتُ للمشاركة سواء بمفردي كعازف عود أو مع المجموعة إلا وأفرد فقرة موسيقية خاصة للتضامن مع فلسطين الحبيبة ومؤخرًا مع لبنان.

وأشار بدوي أن الجمهور يتجاوب خلال هاته اللحظات التضامنية، بشكل قوي ويكون على درجة عالية من الحماس والتفاعل الوجداني والحس القومي وفي غاية من التأثر خلال هذه الوقفة الإنسانية النبيلة التي تختلط فيها كل مشاعر التضامن والشجب والحزن والألم والأمل والفرح والحنين واستشراف مستقبل يعمه السلم والأمان والحب.

وكان بدوي قد لفت إلى أهمية دور الفن في مناصرة القضايا العادلة والتعبير عن المواقف الإنسانية، مؤكدا أن "الفنان الحقيقي يجب أن تكون لديه رسالة تعبّر عن وجدان الشعوب وآمالها".

وذكر بدوي أن الفرقة شاركت في حفل آخر ضمن المهرجان أقيم في المركز الثقافي "نجوم جامع الفنا"، حيث تفاعل الجمهور مع الأداء الذي تضمن أغاني تحمل رسائل قوية تلامس مشاعر التضامن والوحدة. وأكد أن اختيار الأغاني كان مدروسًا، ليعبر عن موقف تضامني صريح مع الشعوب التي تعاني من الاحتلال والظلم، مضيفًا: "الفنان الصادق يعبّر عن تضامنه مع القضايا النبيلة من خلال أعماله الفنية".



وشارك في هذه الدورة من المهرجان فرق دولية من دول مثل إسبانيا، فرنسا، البرتغال، إيطاليا، بلجيكا، ألمانيا، هولندا، سلوفينيا، وبولندا، إلى جانب المغرب. واستمرت الفعاليات من السابع إلى التاسع من نوفمبر، مقدمة عروضًا متنوعة في كنيسة الشهداء القديسين والمركز الثقافي "نجوم جامع الفنا".

ووضح بدوي أن جمعية "التراث والفلكلور" عملت على جعل المهرجان منصة هامة لالتقاء الفرق الكورالية من مختلف أنحاء العالم، مما أتاح فرصة لتبادل الخبرات وعرض الإبداعات الفنية، وأشار إلى أن المهرجان تميز بفقرة خاصة حيث أدت جميع الفرق أغاني مشتركة، تضمنت قطعًا غنائية عالمية إلى جانب مقطوعة عربية أو مغربية.



وتعد أغنيتا "وردة لجريح الثورة" لمجموعة العاشقين الفلسطينية و"زهرة المدائن" لفيروز، من أبرز الأعمال التي ارتبطت بالقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب العربي، حيث تعتبر مجموعة العاشقين فرقة فلسطينية شهيرة أسست في السبعينيات، عرفت بأغانيها الوطنية التي تروي حكايات النضال والمعاناة، وأغنية "وردة لجريح الثورة" تحمل رسالة عن التضحيات والشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل الحرية.

أما "زهرة المدائن"، فهي عمل كلاسيكي من تأليف الأخوين رحباني وأداء فيروز، يعبر عن الحب العميق للقدس ورفض الاعتداءات على الأماكن المقدسة فيها.

واستخدام هذه الأغاني في مناسبات مثل المهرجانات الدولية يعزز الرسائل التضامنية ويؤكد على دور الفن في إبراز القضايا العادلة والمواقف الإنسانية.