سياسة دولية

المعارضة السورية تعلن بدء عملية عسكرية ضد النظام شمال غربي البلاد (شاهد)

الفصائل المعارضة أوضحت أن العملية "تهدف لتوسيع المناطق الآمنة" للمدنيين- جيتي
أعلنت فصائل المعارضة السورية في شمال غربي البلاد، شن عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران في ريف حلب الغربي، في تطور يأتي بعد ليلة دامية شهدت قصفا أسفر عن قتلى ومصابين بينهم أطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وبدأت العملية العسكرية التي تقودها "هيئة تحرير الشام" مع ساعات الفجر الأولى من صباح الأربعاء تحت مسمى "ردع العدوان"، في حين انضمت فصائل معارضة أخرى إلى العملية لتشكيل "إدارة العمليات العسكرية".


وقالت الإدارة العسكرية، في بيان، "نعلن بدء عملية عسكرية لردع العدو، ودحر قواته المحتشدة، وإبعاد نيرانها عن أهلنا"، مشيرة إلى أن "هذه العملية ليست خيارا، بل واجب علينا أن ندافع عن دماء أهلنا وأعراضهم وأرضهم".

وأعلنت الإدارة العسكرية، عن سيطرة مقاتلي المعارضة على "قرى وبلدات الشيخ عقيل وبالا وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم وجمعية المعري والقاسمية وكفربسين وحور في ريف حلب الغربي"، موضحة أن "هدفها في هذه العملية هو توسيع المناطق الآمنة" للمدنيين.

وأضافت: "خلال ساعات قليلة استطاعت قواتنا تحييد عشرات المدفعيات ومنصات إطلاق الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف أهلنا في المناطق المحررة".


في المقابل، رد النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران بتصعيد القصف المدفعي والصاروخي على  ريف إدلب ومدينة دارة عزة غربي حلب. كما شهدت الأجواء في شمال غربي سوريا تحليقا للطائرات الحربية التابعة للنظام لأول مرة منذ نحو 5 سنوات.

وأسفر القصف المدفعي والصاروخي الذي شنه النظام على مناطق في ريف إدلب عن وقوع إصابات بين صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات العائلات من مناطق في ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي، حسب الدفاع المدني "الخوذ البيضاء".


وتأتي موجة النزوح نحو المناطق الحدودية وسط "واقع إنساني صعب تعانيه مناطق شمال غربي سوريا، مع طول سنوات حرب النظام وروسيا، وعدم وجود مأوى آمن يحمي المدنيين من الهجمات، وانخفاض درجات الحرارة"، وفقا لبيان الدفاع المدني.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الطائرات الحربية الروسية شنت بدورها غارات على بلدة كفرتعال في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى وقوع دمار في ممتلكات المدنيين.

وخلال الأشهر الأخيرة، صعد النظام من هجماته بالطائرات المسيرة الانتحارية والقصف المدفعي، خاصة على قرى سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.


والثلاثاء، لقي 3 أطفال مصرعهم وأصيب 14 آخرون بجروح مختلفة شمال غربي سوريا عقب قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لإيران على معهد للعلوم الشرعية واللغة العربية ومدرسة ابتدائية في مدينة أريحا بريف إدلب.

يشار إلى أن إدلب جزء من المناطق التي حُددت ضمن اتفاقية مناطق خفض التصعيد، التي توصلت إليها تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017. ومع ذلك، صعّد النظام السوري هجماته على المنطقة في عام 2019.

وفي 5 أيار /مايو عام 2020، أبرمت أنقرة وموسكو اتفاقا جديدا لوقف إطلاق النار في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أن قوات النظام السوري وحلفاءه تواصل خرق هذا الاتفاق بشكل متكرر.